المنتخب المغربي للناشئين يتوج بكأس إفريقيا تحت 17 سنة على أرضه.. إنجاز تاريخي يعزز طموحات الأسود
هنيئاً للمغرب، وهنيئاً لأسوده الصغار!

في إنجاز تاريخي يضاف إلى سجل الكرة المغربية المزدهر، توج المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة بلقب كأس الأمم الإفريقية لعام 2025، بعد مباراة نهائية مثيرة انتهت بالفوز على منتخب مالي بركلات الترجيح (5-4) عقب تعادل سلبي (0-0) في الوقت الأصلي. المباراة، التي أقيمت يوم 19 أبريل 2025 على ملعب البشير بالمحمدية، شهدت تألقاً لافتاً للأسود الصغار بقيادة المدرب نبيل بها، وسط حضور جماهيري غفير رفع راية المغرب عالياً. هذا التتويج، الذي يُعد الأول من نوعه للمغرب في هذه الفئة العمرية، يعكس الجهود الكبيرة التي تبذلها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في بناء جيل واعد يحمل آمال الوطن.
مسار المنتخب: رحلة اللا هزيمة
استضاف المغرب النسخة الخامسة عشرة من كأس الأمم الإفريقية للناشئين في الفترة من 30 مارس إلى 19 أبريل 2025، بمشاركة 16 منتخباً لأول مرة في تاريخ البطولة. تصدر المنتخب المغربي مجموعته (أ) دون أي خسارة، محققاً انتصارين عريضين على أوغندا (5-0) وتنزانيا (3-0)، وتعادلاً سلبياً مع زامبيا. في ربع النهائي، أطاح الأسود الصغار بمنتخب جنوب إفريقيا بنتيجة 3-1، بفضل تألق المهاجم زياد بها الذي سجل ثنائية. وفي نصف النهائي، تغلب المغرب على كوت ديفوار بركلات الترجيح (4-3) بعد مباراة انتهت بالتعادل السلبي، حيث برز حارس المرمى شعيب بلعروش كبطل بتصديه لركلتين حاسمتين.
النهائي: مباراة الإثارة والصمود
واجه المنتخب المغربي في النهائي منتخب مالي القوي، الذي سبق أن التقاه في نصف نهائي نسخة 2023 وفاز عليه بركلات الترجيح. المباراة بدأت بحذر من الطرفين، حيث سيطر المغرب على الكرة بنسبة استحواذ بلغت 54%، لكنه واجه تنظيماً دفاعياً محكماً من مالي. الشوط الأول شهد فرصاً محدودة، أبرزها تسديدة لإلياس بلمختار تصدى لها حارس مالي ببراعة. في الشوط الثاني، كثف المغرب هجماته عبر الأطراف بقيادة عبد الله وزان، لكن الدفاع المالي، بدعم من حارسهم، أحبط المحاولات.
مع انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي، انتقلت المباراة إلى ركلات الترجيح، حيث عاد شعيب بلعروش ليؤكد دوره كصانع الفارق. تصدى بلعروش لركلة ترجيحية حاسمة، بينما نجح لاعبو المغرب، بمن فيهم زياد بها وإسماعيل العود، في تسجيل ركلاتهم بدقة، ليحسموا اللقب بنتيجة 5-4. الجماهير المغربية انفجرت فرحاً، وعم الاحتفال أرجاء ملعب البشير، حيث رفع اللاعبون الكأس وسط هتافات “ديما مغرب”.
تحليل المباراة: الدفاع الصلب وروح الفريق
- الأداء الدفاعي: كان المنتخب المغربي الأقوى دفاعياً في البطولة، حيث استقبل هدفاً واحداً فقط طوال مشواره، وهو رقم قياسي يعكس تنظيم الخط الخلفي بقيادة المدرب نبيل بها. في النهائي، نجح المدافعون في إغلاق المساحات أمام هجوم مالي السريع، مما أجبرهم على الاعتماد على التسديدات البعيدة غير المؤثرة.
- ركلات الترجيح: أظهر اللاعبون المغاربة هدوءاً نفسياً ملحوظاً في تنفيذ الركلات، وهو ما يعكس التحضير الجيد من قبل الطاقم الفني. تألق بلعروش، الملقب بـ”السوبر”، كان حاسماً في حسم اللقب.
- الروح الجماعية: على غرار المنتخب الأول في مونديال 2022، أظهر الناشئون روحاً قتالية وتضامناً كبيراً، حيث دعم اللاعبون بعضهم بعضاً في اللحظات الحرجة، خاصة خلال ركلات الترجيح.
أبرز النجوم
- شعيب بلعروش: حارس المرمى الذي خطف الأضواء بتصدياته في نصف النهائي والنهائي، مؤكداً أنه موهبة واعدة للمستقبل.
- زياد بها: المهاجم الذي سجل ثلاثة أهداف في البطولة، بما في ذلك ثنائية ضد جنوب إفريقيا، وكان قائداً هجومياً بفضل سرعته ومهارته.
- إلياس بلمختار: صانع الألعاب الذي قدم تمريرات حاسمة وساهم في بناء الهجمات، ويقترب من معادلة الرقم القياسي ليونس بنو مرزوق (4 أهداف في نسخة 2013).
تداعيات الإنجاز
- تأهل لكأس العالم: ضمن المنتخب المغربي مقعداً في كأس العالم للناشئين 2025 في قطر، حيث سيمثل إفريقيا إلى جانب تسعة منتخبات أخرى. هذا التأهل يعزز آمال المغرب في تحقيق إنجاز عالمي بعد مشاركته المميزة في مونديال 2023.
- تعزيز البنية الكروية: يعكس هذا اللقب نجاح الاستراتيجية طويلة الأمد للجامعة الملكية المغربية، التي استثمرت في مركز محمد السادس لكرة القدم وبرامج تطوير الناشئين.
- إلهام الجيل الجديد: التتويج على أرض الوطن وبحضور جماهيري كبير سيحفز الشباب المغربي على الانخراط في كرة القدم، خاصة في ظل الطفرة التي تشهدها الرياضة المغربية.
تحديات المستقبل
رغم الفرحة باللقب، يواجه المنتخب تحديات في الحفاظ على هذا الزخم:
- تطوير اللاعبين: يجب ضمان انتقال سلس لهؤلاء الناشئين إلى الفئات العمرية الأعلى، مع توفير بيئة احترافية في الأندية المحلية.
- المنافسة العالمية: كأس العالم في قطر ستكون اختباراً حقيقياً لقدرات هذا الجيل أمام منتخبات عالمية قوية مثل البرازيل وفرنسا.
- الاستمرارية: على الجامعة مواصلة العمل على اكتشاف المواهب الجديدة لضمان استمرارية النجاحات.
راية المغرب عالية
تتويج المنتخب المغربي للناشئين بلقب كأس إفريقيا تحت 17 سنة ليس مجرد إنجاز رياضي، بل رمز للطموح والإصرار الذي يميز الكرة المغربية. هذا الجيل، الذي حمل شعار “ديما مغرب” بفخر، أثبت أن المستقبل واعد، وأن الأسود الصغار جاهزون لتحدي الكبار. ومع اقتراب استضافة المغرب لكأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، يبدو أن الكرة المغربية تسير بخطى ثابتة نحو القمة العالمية.
فهنيئاً للمغرب، وهنيئاً لأسوده الصغار!
المصادر:
- تقارير الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (CAF)، 19 أبريل 2025.
- منشورات على منصة إكس بتاريخ 19 أبريل 2025.
- معلومات عن مسار المنتخب من موقع ويكيبيديا و”cafonline.com”.