المجلس الأعلى للتعليم يقترح جيلا جديدا من الأكاديميات باختصاصات واسعة في المجال المالي

أوصى المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، بإرساء “جيل جديد من الأكاديميات” وذلك بمنحها اختصاصات مدققة وشاملة، تضمن اضطلاع هذه الأجهزة الجهوية بمهامها وأدوارها، وتنتظم ضمن نسق مهيكل ومتناسق بطريقة مرنة ومحكمة تتيح لها إمكانيات واسعة من أجل تحقيق أهداف الإصلاح.
جاء ذلك في وثيقة تتعلق برأي المجلس في شأن مشروع قانون بتغيير وتتميم القانون 07.00 القاضي بإحداث الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، بناء على طلب رأي الحكومة.
وأوضح أن هذا الجيل من الأكاديميات يجب أن يتميز بنجاعـة الأداء، وانخـراط الفاعليـن والشـركاء، وإذكاء روح المبادرة والابتكار والتجديـد، وتحريـر الطاقـات لإبداع حلـول مبتكـرة وملائمة حسـب تنـوع الخصوصــيات التــرابية فـي عالقـة بالأبعاد الجغرافيـة والديمغرافيـة الاقتصادية والاجتماعية.
هذا وأكد رأي المجلس، علـى أهمـية المراجعة العمـيقة لمهام وتنظيـم هـذه المؤسسات العمومـية التـي تلعـب دورا حاسـما فـي تفعيـل السـياسات العمومـية للتعليـم المدرسي، بصفتهـا الجهـاز الإداري والتـربوي الـذي يقـوم بالتدبيـر المجالي للمنظومـة التــربوية، ويتحمـل مسـؤولية واسـعة فـي توفيــر تعليـم معمـم دامـج وذي جـودة، يعتمـد مركزيـة المتعلم، ويحقـق أهـداف الإصلاح.
وفي موضوع آخر، اقترح المجلس توسيع اختصاصـات الأكاديميات في المجال المالـي، من خلال منحها الحق في التخطيـط وتوزيـع الميزانية حسـب حاجاتهـا الفعليـة والتفـاوض بشـأنها وتـرتــيب الأولويات والتنفيذ، بالإضافة إلى تنويع مصادر تمويلها لاسيما عبـر تمكيـنها من تقديم منتوجات وخدمات مؤدى عنها، تدخل في بـاب اختصاصهـا وخبـرتها الوظيفيـة.
وأيضا بضيف الرأي، بما يسمح باقتنـاء الممتلكات وتدبيـرها، وتفويـض تدبيـر فضـاءات تعليمـية شـاغرة للأغيار فـي إطـار تعاقـدي وفـق الضوابـط التـي تسـنها المقتضيات التشـريعية والتنظيمـية.
وشدد على أن استقلالية الأكاديميات وسياسة اللامركزية واللاتمركز تقتضي تفعيل مبدأ الجهوية المتقدمة، فضلا عن إحداث فضاءات تشاورية وتنسيقية من شأنها تجسيد المقاربة التشاركية وتمكين الفاعلين والشركاء من المساهمة الفاعلة في بناء القرار وتصريف التدبير العملي.
ومن جهة أخرى، أوصى مجلس عزيمان بضرورة تحصين الأكاديميات بمقتضيات تشريعية وتنظيمية تجعل منها الرافعة الحقيقية لإنجاح مشروع المدرسة المغربية الجديدة، والفضاء الذي يحتضن التعبئة الشاملة من أجل تحقيق أهداف الإصلاح ورفع رهانات النموذج التنموي الجديد.