الـجــــزائـــــــر .. الـصـحــراء الــمغــربـــيـــة وسـيــاســــة الــردود الــــســــريــــعـــة و.. الوجــع الــــذي جـــمـــع

 مــــحــمـــــد ســـعــــــدونـــــــــي

عندما صرح عمار السعداني الأمين السابق لحزب ” الأفلانْ” لقناة جزائرية بأن الصحراء مغربية ، وأن القوى الاستعمارية  سلختها عن الإمبراطورية المغربية بعد مؤتمر برلين، كان يعي جيدا أنه سيحدث زلزالا و أنه سيتعرض للهجوم من القوى التقليدية المعادية للمملكة المغربية، وقد يعتـقل بتهمة العمالة للمغرب، مع العلم  أنه صرح بموقفه من داخل الجزائر،  وبغض النظر إن كان قد حصل على الضوء الأخضر للإدلاء بتلك التصريحات، أم أنها جرأة سياسية وقناعة ذاتية منه ، فإن الرجل يكون قد خرج عن مألوف وعُــرْف النظام الجزائري ، وبما أن  الأمر يتعلق بقضية الصحراء المغربية فإن حفيظة العسكر الجزائري وأذنابه من ساسة وأحزاب  “الشيتة ” ولإعلام المأجور تحركت بسرعة، ولم ينتظروا طويلا  لإصدار البيانات والتعقيبات والردود على هذه المواقف والتصريحات المؤيدة للوحدة التربية المغربية، وربما سوف نسمع تصريحات مماثلة في الأيام القادمة.

  قضية الصحراء المغربية يعتبرها النظام الجزائري من أولى الأولويات ضمن سياسة الجزائر الداخلية( الدعم المالي و العسكري للبوليساريو …)، والدعم السياسي الخارجي للانفصاليين بشراء التأييد والأصوات في الأمم المتحدة والقارة الأفريقية لترجيح كفة البوليساريو على حساب  ثروات “الخاوة ” وقوتهم وصحتهم وتعليمهم … وهاهو حسان رابحي وزير اتصال النظام العسكري في الجزائر يرد على تصريحات عمار سعيداني الذي أكد أن  تصريحاته حول الصحراء المغربية هي تعبير عن قناعة شخصية، وأن موقفه من مغربية الصحراء ليس بجديد ،لأنه قاله  عنه عندما كان مسؤولا، وحاليا يعبر عنه كمواطن جزائري خاص، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الجزائرية فقد قال حسان رابحي   : “إن موقف الجزائر من قضية الصحراء الغربية واضح ولا ولن يتغير والاستفتاء لتقرير الشعب الصحراوي هو الحل ”، واصفا تصريحات سعداني كونها “لا تساوي مثقال ذرة،  وهو حر في التعبير عن رأيه الذي لن يؤثر على مواقف الدول ومسؤولية الاهتمام بالقضية”.

  هذا عندما يتعلق الأمر بالصحراء المغربية، والتي كان الوزير الأول السابق أحمد أويحي المعروف بعدائه المعلن للمغرب وصاحب المهام القذرة والتصريحات الاستفزازية يلهث وراءهذا الهدف، ودائما يثير ملف الحشيش المغربي حتى انفجرت فضيحة جنرالات الكوكايين وعلاقة البوليساريو مع حزب الله في تهريب المخدرات الصلبة عبر الجنوب الجزائري نحو أوروبا. أويحي اسقطته انتفاضة الجزائريين عندما استكثر عليهم أكل الياغورتْ :” مُــشْ لازمْ كـل الجزائريين  يـاكْــلو  دانـونْ ” فكان أن رجمه  “الخـاوة ”  بعلب دانـــــونْ  أمام باب المحكمة …، أويحي هذا عمل بكل ما في وسعه لعرقلة أي تقارب بين المغرب والجزائر، ففي رده على سؤال  لمراسلة راديو البحر الأبيض المتوسط  سألته – ذات مرة – إذا ما كانت هناك  مساع لتلطيف الأجواء بين الرباط والجزائر بتقديم تنازلات مقبولة من الطرف الجزائري، فكان جوابه : (( لن نتخلى عن الشعب الصحراوي حتى ولو أن كل العالم اعترف بمغربية الصحراء))، بل قال أخطر من هذا  :(( لن نترك لكم الصحراء ولـو يبقى فينا عَـــرقْ واحــــدْ يَـــضْربْ))، أويحي  أشاد وأيد كلام الوزير  عبد القادر مساهل عندما قال إن الاستثمارات المغربية في أفريقيا قائمة على أموال الحشيش، بمعنى أن تصريحات مساهل كانت  رسمية وتعبر عن موقف الدولة الجزائرية، فعدا قلة قليلة من الساسة والمسؤولين الجزائريين استنكروا تصريحات مساهل، فإن باقي  الأطياف السياسية لم تعلق على كلام وزير خارجية الجزائر و لم تدن تصريحاته و كأن في الأمر إجماع. النظام الجزائري أصيب بإدمان الصحراء المغربية، وهو لا يتردد في إقحامها في قضايا ومناسبات لا صلة لها بملف الصحراء المغربية، وكان من الأجدر على وزير الاتصال الجزائري أن يتوجه بكلام يقنع به الشعب الجزائري الذي ومنذ 22 فبراير 2019 وهو يطالب بتنحية  عصابة القايد صالح وفلول بوتفليقة الذين سرقوا ألف مليار دولار في ظرف 20 سنة، ألف مليار دولار برر أويحي صرفها – بدون خجل وببرودة دم – في بناء المدارس والمستشفيات وإصلاح ما أتلفته الكوارث الطبيعية …، يقول أحد خبراء الاقتصاد إن ألف مليار دولار تكفي لتنمية كل القارة الأفريقية وتخليصها من براثن الفقر والجوع والبطالة … وعلاقة بموضوع الفساد وتبديد المال العام هاهو الشعب اللبناني في حراكه ومظاهراته يطالب باسترجاع  150 مليار  دولار المنهوبة … قد تمكن من تعافي اقتصاد لبنان  واسترجاع قوته الاقتصادية والاجتماعية التي تدهورت إلى أدنى درجة بسبب الطائفية والمحسوبية والفساد، أما مبلغ  ألف مليار دولار فهو الوجع الذي يجمع الخـــــــاوة في كل يوم جمعة للتظاهر لإسقاط  عصابة قايد صالح.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى