الصين بعيون مغربية: ندوة وطنية تحتفي بتراكم رحلي مغربي إلى بلاد التنين

بنسليمان – 30 ابريل 2025
في إطار الاحتفاء بذكرى ميلاد الرحالة المغربي الشهير ابن بطوطة، تنظم الجمعية المغربية للباحثين في الرحلة، بالتعاون مع جمعية بنسليمان لحفظ الذاكرة والمجال، ندوة وطنية بعنوان “الصين بعيون مغربية: قراءات في نصوص رحلية معاصرة إلى الصين”.
وستُعقد هذه الندوة يوم السبت 3 ماي 2025، ابتداء من الساعة العاشرة صباحًا، بالمركب الثقافي ببنسليمان، لتسليط الضوء على تجارب الرحالة المغاربة الذين زاروا الصين ووثّقوا انطباعاتهم عنها عبر نصوص أدبية غنية.
تأتي هذه الندوة لتستعيد إرث الرحلات المغربية إلى الصين، وهي وجهة لم تكن مألوفة في كتابات الرحالة المغاربة عبر التاريخ، باستثناء تجربة الرحالة أبو بكر القادري الذي زار الصين سنة 1960، وترك لنا مجموعة رسائل رحلية صدرت في كتاب عام 2004 بعنوان “رسائل أبوية من والد إلى أولاده”.
وبعد فترة طويلة من الغياب، عاد الاهتمام المغربي بالصين إلى الواجهة مع نص عبد الرحيم مودن “الرحلة الصينية (اطلبوا الرحلة ولو في الصين)” ضمن كتابه “أرخبيل الذاكرة” عام 2013. ومنذ ذلك الحين، توالت النصوص الرحلية التي وثّقها كتاب مغاربة مثل أحمد الطريبق، أحمد المرادي، عبد الحميد اجماهري، العربي بنجلون، الطيب بياض، ومحمد خليل، لتكوّن معًا تراكمًا أدبيًا يستحق التأمل والدراسة.
تسعى الندوة إلى تحليل هذه النصوص من زاويتين رئيسيتين:
أولًا، استكشاف ما لفت انتباه الرحالة المغاربة في الصين، من ثقافتها العريقة وتاريخها العميق إلى تقدمها التكنولوجي وتحولاتها الاجتماعية والاقتصادية.
وثانيًا، تتبع تطور النظرة المغربية إلى الصين عبر الزمن، منذ زيارة القادري في ستينيات القرن الماضي، حين كانت الصين تعيش مرحلة التحولات الماوية، إلى اليوم حيث أضحت قوة عالمية رائدة.
ففي حين ركّز القادري على الجوانب الإنسانية والثقافية في رسائله، جاءت كتابات لاحقة، مثل نص اجماهري “ذهبنا إلى الصين وعُدنا من المستقبل” (2021)، لتعكس إعجابًا بالتقدم التكنولوجي والتنمية الحضرية، بينما يبرز نص محمد خليل “هكذا عرفت الصين” (2024) تجربة طالب مغربي يوثّق تفاصيل حياته اليومية في الصين المعاصرة.
ويشارك في الندوة نخبة من الباحثين المغاربة، وهم: حميد الزواق، نسرين الجعفرية، محمد النظام، آسية واردة، المبارك الغروسي، رضوان ضاوي، إبراهيم أزوغ، والعربي الحضراوي. وسيتناول هؤلاء قراءات نقدية وتحليلية للنصوص الرحلية التالية:
- أبو بكر القادري، “رسائل أبوية من والد إلى أولاده” (2004).
- عبد الرحيم مودن، “الرحلة الصينية (اطلبوا الرحلة ولو في الصين)” (2013).
- أحمد الطريبق، “من عدوة طنجة العليا إلى بحر الصين” (2016).
- أحمد المرادي، “الرحلة المرادية إلى بيكين الصين الشعبية” (2017).
- عبد الحميد اجماهري، “ذهبنا إلى الصين وعُدنا من المستقبل” (2021).
- العربي بنجلون، “الدر الثمين في أخبار الصين” (2022).
- الطيب بياض، “اكتشاف الصين” (2022).
- محمد خليل، “هكذا عرفت الصين؛ مشاهدات أول طالب مغربي” (2024).
تعد هذه الندوة فرصة لاستكشاف العلاقة الثقافية بين المغرب والصين من خلال عيون الرحالة، كما تسلط الضوء على أهمية الأدب الرحلي في توثيق التجارب البشرية وتعزيز الحوار بين الشعوب. ومع استمرار الصين في لعب دور محوري على الساحة العالمية، تأتي هذه الفعالية لتعزز الوعي بالتراث الرحلي المغربي وتفتح آفاقًا جديدة للتبادل الثقافي بين البلدين.
اخيرا تظل الصين، بتاريخها العريق وتحولاتها المذهلة، وجهة تستحق التأمل بعيون مغربية. ومن خلال هذه الندوة، يُحتفى ليس فقط بإرث ابن بطوطة، بل أيضًا بالرحالة المعاصرين الذين واصلوا مسيرته، حاملين أقلامهم ليرووا قصصهم عن بلاد التنين، وممهدين الطريق لجيل جديد من الكتاب والمستكشفين.
