الصين: التحديث ليس امتيازا يقتصر على قلة بعينها، بل حق غير قابل للتصرف لجميع الدول

يعتزم الرئيس الأمريكي جو بايدن توقيع أمرًا تنفيذيًا خلال الأسابيع المقبلة من شأنه أن يحد من استثمار الشركات الأميركية في أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية وغيرها من القطاعات الاقتصادية الرئيسية في الصين.

لقد اعتادت الولايات المتحدة على تسييس واستغلال وتسليح القضايا الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية تحت ستار الأمن القومي. إن الهدف الحقيقي للولايات المتحدة هو حرمان الصين من حقها في التنمية وحماية هيمنتها ومصالحها الذاتية. وظلت تعمل على تشكيل” ساحات صغيرة بأسوار عالية “، والاكراه على فك وقطع سلاسل التصنيع والإمداد، حتى لا تتورع في العمل على الثراء الذاتي على حساب الأصدقاء، وإكراه الحلفاء اقتصاديًا. 

النوايا الحقيقية للولايات المتحدة هي انتزاع حق التنمية من الصين والحفاظ على تفوق مصالحها الانانية. إن مثل هذا العمل الفاضح من الإكراه الاقتصادي والبلطجة العلمية والتقنية يتعارض مع مبادئ اقتصاد السوق والمنافسة العادلة، ويقوض بشكل خطير النظام الاقتصادي والتجاري الدولي، ويعطل ويزعزع استقرار سلاسل الصناعة والتوريد العالمية، ويضر بمصالح العالم بأسره. سنتابع التطورات عن كثب ونحمي حقوقنا ومصالحنا بحزم.”

وحسب عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني تشين قانغ ، الجمعة الماضي، إنه ينبغي على الدول التي حققت التحديث ألا تهدم الجسر أو تقف عائقا في مسار الدول الأخرى الساعية إلى التحديث، وينبغي عليها عدم قمع أو احتواء أو إيقاف الدول الأخرى التي تختار طريقا مختلفا للتحديث.

نشير الى ان تشين ادلى بهذه التصريحات أثناء إلقاء كلمة خلال افتتاح منتدى لانتينغ بشأن التحديث الصيني النمط والعالم.

حيث قال إن الصين ستدافع بتصميم أكبر عن حق التنمية لجميع الدول، مضيفا أن التحديث هو حق غير قابل للتصرف لجميع الدول، وليس امتيازا يقتصر على قلة بعينها.

كما أشار إلى أن الصين ليس لديها نية للانخراط في منافسة بين القوى الكبرى، قائلا “ما ندافع عنه بحزم هو مصالحنا التنموية وحق الشعب الصيني في السعي إلى حياة أفضل”.

وأوضح أن الصين تحترم مسار التحديث الذي تختاره شعوب الدول الأخرى، وتعارض محاولات خلق مواجهة أيديولوجية واندلاع حرب باردة جديدة والتدخل في الشؤون الداخلية للآخرين وفرض إرادة دولة ما على الآخرين.واستطرد قائلا إن الصين ملتزمة بالاتجاه الصحيح للعولمة، وتعارض محاولات بناء الجدران والحواجز والدفع باتجاه فك الارتباط وقطع سلاسل الإمداد، كما أنها تعارض فرض العقوبات الأحادية وممارسة الضغوط القصوى.

واختتم قائلا إن الصين تبذل قصارى جهدها لضمان التشغيل المستقر والسلس لسلاسل الصناعة والإمداد، حتى يمكن للعولمة الاقتصادية وتحديث جميع البلدان المضي قدما بشكل متواز وتكملة كل منهما للآخر.

وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ، قد بعث اليوم الجمعة، برسالة تهنئة إلى منتدى لانتينغ حول التحديث الصيني النمط والعالم، الذي عُقد في “قاعة الالتقاء بالعالم” في شانغهاي.

وأشار شي في الرسالته إلى أن تحقيق التحديث هو سعي دؤوب للشعب الصيني منذ بدء العصر الحديث، وهو أيضا تطلع مشترك لشعوب جميع الدول. وقال شي: “في السعي إلى التحديث، تحتاج الدولة إلى اتباع أنماط عامة معينة. والأهم من ذلك، يتوجب عليها أن تنطلق من وقائعها الخاصة وتطور مميزاتها الخاصة.”

وقال شي إنه وبعد فترة طويلة من الاستكشاف الشاق، قاد الحزب الشيوعي الصيني الأمة الصينية بأكملها لإيجاد مسار تنموي يناسب الظروف الصينية، مضيفاً: “نبني حالياً دولة قوية ونمضي قُدماً في دفع نهضة الأمة الصينية على نحو شامل من خلال مسار صيني نحو التحديث.”

كما اضاف شي إن الصين ستوفر فرصا جديدة للتنمية العالمية مع إنجازات جديدة محققة في التحديث الصيني النمط، وتعطي زخما جديدا لبحث البشرية عن مسارات نحو التحديث والنظم الاجتماعية الأفضل، وتعمل مع جميع البلدان لدفع بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

نذكر ان الجمعية الصينية للدبلوماسية العامة ومعهد الشعب الصيني للشؤون الخارجية، نظمت منتدى لانتينغ حول التحديث الصيني النمط والعالم، بدعم من حكومة بلدية شانغهاي. وشارك فيه ممثلون عن حكومات ومراكز فكرية ووسائل إعلام من نحو 80 دولة. 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى