السويد تمنح تصريحا جديدا لحرق نسخة من المصحف أمام السفارة العراقية، وبغداد تنبه ستوكهولم

سمحت الشرطة السويدية بتنظيم تجمع صغير امام السفارة العراقية في ستوكهولم حيث يعتزم المنظم حرق نسخة من المصحف والعلم العراقي، على ما ذكرت الشرطة ووسائل إعلام محلية الأربعاء.
وبحسب الطلب الذي اطلعت عليه وكالة فرانس برس، ينوي شخصان التجمع الخميس بين الساعة 13,00 والساعة 15,00 بالتوقيت المحلي (11,00 و 13,00 بتوقيت غرينيتش) أمام السفارة.
قال المنظم إنه يريد حرق نسخة من المصحف أثناء التجمع، بحسب وكالة الأنباء السويدية التي اشارت إلى أنه الشخص نفسه الذي نظم حرق المصحف أمام مسجد في ستوكهولم الشهر الماضي.
وأكدت الشرطة السويدية أن الإذن لم يمنح على أساس طلب رسمي لإحراق كتب دينية، بل على أساس إقامة تجمع عام سيتم التعبير خلاله عن “رأي” بموجب الحق الدستوري بحرية التجمع.
وقال متحدث باسم الشرطة إن ذلك لا يعني أنها توافق على ما سيجري.
أحرقت اول نسخة من المصحف في يناير، على يد المتشدد السويدي الدنماركي اليميني راسموس بالودان للتنديد بطلب السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي والتفاوض مع تركيا لهذا الغرض.
وأثارت الواقعتان ردود فعل مند دة في العالم الإسلامي.
دانت الحكومة السويدية في يناير ويونيو الأعمال “المسيئة” و”المعادية للاسلام”، لكنها لا تنوي تغيير القانون السويدي وهو أكثر ليبرالية من أي بلد آخر.
من ناحية أخرى يمكن للشرطة رفض السماح بالتظاهرة إذا كانت تمس بأمن البلاد أو إذا أدت إلى أعمال أو كلمات تحرض على الحقد العنصري.
من جهته أجرى نائب رئيس مجلس وزير الخارجية فؤاد حسين اتصالا هاتفيا، مع نظيره السويدي توبياس بيلستروم، اليوم الأربعاء،
وجرى خلال الاتصال مناقشة تهديد حارق القرآن الكريم بتكرار فعلته يوم غد الخميس 20 تموز 2023، مع شخص آخر من العراق أمام السفارة العراقيَّة في ستوكهولم.
وأشار حسين إلى خطورة هذه المواقف، وتكرارها يدل على عمل ممنهج، وأن القرآن الكريم راسخ في قلوب أكثر من ملياري مسلم حول العالم.
داعيا الحكومة السويدية إلى منع تكرار هذه الأفعال المسيئة والمتكررة إلى الإسلام والقرآن الكريم، والتصدي لمثل هذه الأعمال الاستفزازية، التي تحرض على العنف وتغذي الكراهية والعنصرية والتطرف، والتي لا يمكن إدراجها ضمن نطاق الحريات.
لافتا إلى أهمية أن يكون هناك موقف دولي حازم إزاءها ينطلق من القوانين والأعراف الدوليَّة، التي تمنع الإساءة والاعتداء على الأديان والكتب المقدسة والمعتقدات.
وأكد حسين حرص الحكومة والشعب العراقي على أمن وسلامة البعثات الدبلوماسيَّة المقيمة في بغداد، ومنها بعثة مملكة السويد، مشددا على احترام حرية التعبير عن الرأي وفق المعايير الدستورية والقانونية وبما لا يشكل اساءة للأديان أو حرية المعتقد.
من جانبه، أعرب وزير الخارجية السويدي عن استنكار حكومة بلاده لهذا العمل، مؤكدا أن الحكومة السويدية ترفض بشدة مثل هذه الأعمال المعاديّة للإسلام، وإنها لا تدعم أو تتغاضى بأي حال عن الآراء المعادية للإسلام التي عبر عنها الشخص المعني خلال هذه الواقعة، مجددا التزام الحكومة السويدية بحماية السفارة العراقيَّة في ستوكهولم.