الرئيس التونسي قيسد سعيد : هل الرجل مجنون ونحن نضعه في رأسنا؟

سؤال مطروح على المنشور على منصة X الذي أُرفق في الرابط (https://x.com/i/status/1905325368468209666)، والذي نشرته المستخدمة @Lam02M في 27 مارس 2025. وحين مراجعتي للمنشور يتضمن صورة لرجل يبدو أنه قيس سعيد، الرئيس التونسي، مع تعليق باللهجة المغربية: “السيد غير حمق وحنا دايرين فيه راسنا”، والذي يُمكن ترجمته إلى العربية الفصحى بمعنى “الرجل مجنون ونحن نضعه في رأسنا”، وهو تعبير يُستخدم للإشارة إلى الاستهزاء أو السخرية من شخص ما.

تحليل المنشور والسياق:

  1. الصورة والتعليق: الصورة تُظهر قيس سعيد في موقف يبدو أنه يتحدث بحماس أو انفعال، مما قد يكون دافعًا للسخرية منه في هذا السياق. التعليق يعكس رأي المستخدمة الشخصي، وهو يحمل طابعًا ساخرًا وليس تحليلًا طبيًا أو رسميًا. استخدام كلمة “حمق” (مجنون) هنا هو تعبير عامي يُستخدم غالبًا للانتقاد أو السخرية، وليس بالضرورة تشخيصًا لاضطراب عصبي.
  2. ردود الفعل على المنشور:
    • ردود المستخدمين على المنشور تتراوح بين السخرية والانتقاد السياسي. على سبيل المثال، المستخدم @r0yOtZKSHBK1KSn رد بتعليق “طار ليه الفريخ” (طار له العقل) مع صور إضافية، مما يعزز الطابع الساخر.
    • مستخدم آخر، @amcombo808، أشار إلى انتقادات سياسية أعمق، مُسلطًا الضوء على هجوم سمية الغنوشي (ابنة راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة التونسية) على قيس سعيد، واصفًا ذلك بأنه جزء من “أجندة إخوانية خبيثة”. هذا يُظهر أن الانتقادات الموجهة لسعيد غالبًا ما تكون سياسية وليست متعلقة بصحته العقلية بشكل مباشر.
    • تعليقات أخرى، مثل تعليق @CARINIYA6، تُشير إلى توترات إقليمية بين تونس والمغرب ودول أخرى مثل الجزائر وليبيا، مما يُضيف بُعدًا سياسيًا للنقاش.
  3. الإشارة إلى موقع “مغرب إنتلجنس“:
    • المنشور نفسه لا يستشهد مباشرة بموقع “مغرب إنتلجنس”، لكن النتائج المرتبطة التي قدمتها تُشير إلى مقال نشره الموقع بعنوان “كيف استغل ماكرون قيس سعيد لتشجيع مصر على التدخل العسكري في ليبيا؟”. هذا المقال يناقش ديناميكيات سياسية إقليمية تتعلق بالملف الليبي، حيث يُزعم أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استغل موقف قيس سعيد لدعم موقف مصر ضد حكومة الوفاق الوطني في ليبيا.
    • المقال لا يتطرق إطلاقًا إلى صحة قيس سعيد العقلية أو العصبية، بل يركز على السياسة الخارجية والعلاقات الدولية. وبالتالي، لا يوجد ارتباط مباشر بين المقال والادعاء حول “اضطراب عصبي” لقيس سعيد.

هل هناك دليل على “اضطراب عصبي” لقيس سعيد؟

  • من المنشور على X: المنشور وتعليقاته لا يقدمان أي دليل طبي أو رسمي يدعم فكرة أن قيس سعيد يعاني من اضطراب عصبي. التعليقات تعتمد على السخرية والانتقاد الشخصي أو السياسي، مثل وصفه بـ”غير حمق” أو “مسلوق ومقشر” (تعليق @Abdumen2)، وهي تعبيرات عامية لا تُعتبر تشخيصًا طبيًا.
  • من المعلومات المتاحة: كما أوضحت في إجابتي السابقة، لا توجد تقارير رسمية أو طبية تؤكد وجود أي اضطراب عصبي لدى قيس سعيد. الانتقادات الموجهة إليه، سواء في المنشورات على X أو في التقارير الإعلامية، تركز بشكل رئيسي على قراراته السياسية، مثل التعديلات الوزارية (كما في مقال “العربي الجديد” بتاريخ 26 أغسطس 2024) أو علاقاته الدولية (كما في مقال “مغرب إنتلجنس”).
  • تسريبات سابقة: هناك إشارة في نتائج البحث إلى تسريب صوتي منسوب لنادية عكاشة، مديرة ديوان الرئيس السابقة، عام 2022 (وفقًا لموقع “مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”). في هذا التسريب، سخرت عكاشة من قيس سعيد، لكنها لم تذكر أي اضطراب عصبي، بل ركزت على سلوكه السياسي وعلاقته بالرئيس الفرنسي ماكرون. التسريب نفسه مثير للجدل، حيث نفت عكاشة صحته بينما أكد آخرون أنه حقيقي، لكنه لا يتعلق بصحته العقلية.

السياق السياسي والاجتماعي:

  • التوترات الإقليمية: المنشورات على X تُظهر توترات بين المغرب وتونس، خاصة في ظل تعليقات تُشير إلى تحالفات تونس مع الجزائر وليبيا ضد المغرب (كما في تعليق @CARINIYA6). هذا السياق قد يُفسر سبب استخدام السخرية والانتقادات الحادة ضد قيس سعيد من قبل بعض المستخدمين المغاربة.
  • الانتقادات السياسية: قيس سعيد يواجه انتقادات واسعة بسبب سياساته، بما في ذلك اتهامات بـ”التسلط” و”الانقلاب” على الدستور، كما يظهر في تعليقات المستخدمين وفي مقالات مثل مقال “العربي الجديد”. هذه الانتقادات قد تُترجم أحيانًا إلى هجوم شخصي، مثل وصفه بـ”مجنون”، لكن هذا لا يعني بالضرورة وجود اضطراب عصبي.

الخلاصة:

المنشور على X والتعليقات المرتبطة به لا تقدم دليلًا على أن قيس سعيد يعاني من “اضطراب عصبي”. الإشارة إلى “الجنون” أو “الاضطراب” في هذا السياق هي تعبيرات ساخرة وانتقادية، غالبًا ذات طابع سياسي أو شخصي، وليست تشخيصًا طبيًا. موقع “مغرب إنتلجنس” المذكور في النتائج يركز على الجوانب السياسية والدبلوماسية، ولا يتطرق إلى صحة قيس سعيد العقلية.

لذا يمكننا القول انه لا توجد معلومات رسمية موثقة أو تقارير طبية معتمدة تؤكد أن الرئيس التونسي قيس سعيد يعاني من اضطراب عصبي أو أي حالة صحية محددة، بما في ذلك ما يُشار إليه أحيانًا بـ”الاضطراب العصبي”. أي ادعاءات حول صحته النفسية أو العصبية تبقى في نطاق التكهنات أو الشائعات التي تظهر في بعض وسائل الإعلام أو منصات التواصل الاجتماعي، دون دليل ملموس يدعمها.

قيس سعيد، الذي تولى رئاسة تونس في 23 أكتوبر 2019 بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية بنسبة 72.71% من الأصوات، هو أستاذ قانون دستوري سابق معروف بأسلوبه الهادئ والأكاديمي. خلال فترة حكمه، واجه انتقادات سياسية واقتصادية، خاصة بعد قراراته الاستثنائية في 25 يوليو 2021 التي شملت تجميد البرلمان وإقالة رئيس الحكومة، وهو ما اعتبره البعض “انقلابًا” بينما وصفه مؤيدوه بـ”تصحيح المسار”. لكن هذه الانتقادات تركز على سياساته وليس على حالته الصحية.

في بعض الأحيان، تظهر تقارير غير رسمية أو تسريبات تشير إلى مشاكل صحية مزعومة، مثل ما نُشر في بعض المواقع عام 2023 حول غيابه المؤقت وادعاءات بأزمة قلبية أو اضطرابات نفسية. لكن هذه المعلومات لم تُؤكد من مصادر طبية أو حكومية، وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليها. الرئاسة التونسية لم تصدر أي بيان رسمي حول صحة الرئيس، مما يجعل مثل هذه الادعاءات غير قابلة للتصديق بشكل قاطع في الوقت الحالي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى