الابداع عند المغاربة متجذر.. فكلهم “مبديعين”، والكل يجب ان يحاسب عن ابداعه..

المصطفى العسري

فسائق الطاكسي.. الذي يلف بك لفة كبرى بعيدا عن المسار المعتاد.. هو “مبديع”..

والأستاذ الذي يركز على ما يقدمه لتلاميذه في المدارس الخاصة، ويذهب “متناعسا” الى مدرسته العمومية.. هو “مبديع”..

والقاضي الذي لا يحكم بما أراد الله والملك والقانون.. ويراكم العقارات والسيارات .. فهو “مبديع” .. والاكثر ابداعا منه، من لا يسائله (من أين لك هذا)..

والصحفي الذي يركزعلى آخر عمليات تجميل الفنانة او الشيخة (دنيا) وخلافها مع زوجها.. وعلى أخبار الطبقات المسحوقة من قتل واغتصاب واختطاف وجنس المحارم.. والجمال الخرافي لابنة الممثل الفلاني والممثلة العلانية.. ويترك أخبار الفساد والمفسدين .. هو بدون أدنى شك “مبديع” في مجاله..

والمحللون المؤثرون الذين يلاحقون كل صغيرة لدى الكابرنات ومصائبهم.. ويتركون مصائب المغاربة ومشاكلهم مع الفساد.. هم “مبديعون” في مجالهم..

والوزير الذي يخيط مباريات على القياس لينجح ابناؤه وابناء رفاقه في مهنته الأصلية.. ويبعد أبناء الشعب عن النجاح.. هو بلا شك “مبديع”..

والخضار الذي يتذرع بالجفاف.. ليبيع خضره بأسعار مضاعفة.. وان اشتراها بثمن منخفض هو “مبديع”..

وصاحب شركة المحروقات.. الذي يبيع اللتر الوحد للغزوال بسعر خرافي متحججا بالحرب الأوكرانية.. رغم انه يشتري براميل النفط الروسي من ساحل سبتة بثمن بخس.. هو “مبديع” كبير..

والاب.. الذي لا يهمه من الزواج الا “ليلة الخميس” ليقضي معظم وقته على نواصي المقاهي ملاحقا الأرداف والمؤخرات.. وتاركا الشارع ليربي اولاده.. ويزيد في عدد المجرمين والمشرملين.. هو “مبديع” بدرجة ضابط..

خلاصة القول.. اننا جميعا (مبديعين) ولو بسكوتنا .. وصمتنا.. فالإبداع فيه وفيه.. وهو خصلة متأصلة فينا..
وبه تم الاعلام والسلام..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى