الإدارة العامة لمراقبة التراب الوطني المغربي تنقد ألمانيا من حمام دم

 وجدة/المغرب: محمد بنداحة

بفضل معلومات استخبارتية دقيقة وفرتها الإدارة العامة لمراقبة التراب الوطني، كعادتها مع العديد من الشركاء الاقليميين والأوروبيين والأمريكيين، تمكنت السلطات الألمانية من  إحباط تنفيذ عمليات إرهابية خطيرة فوق التراب الألماني.

وذكر موقع «تيلكيل عربي» الذي أورد الخبر أن السلطات تمكنت من “تحييد وإيقاف إرهابي خطير من أصول مصرية يحمل الجنسية الألمانية والذي كان يخطط لتنفيذ هجومات إرهابية، أحدها باستعمال شاحنة”.

إحباط هجوم باستخدام شاحنة

وأشاد الموقع بفعالية تدخلات الإدارة العامة لمراقبة التراب الوطني “ديستي” مشيرا إلى أنه “سواء تعلق الأمر بالتهديد الإرهابي داخل المغرب أو على المستوى الدولي، فإن المديرية العامة لا تتوانى في الضرب على الإرهاب وكافة أشكال الجريمة. وهكذا وبفضل التنسيق مع مصالحها التي قدمت دعما معلوماتيا دقيقا، تمكنت الشرطة في إيسن، غرب ألمانيا، يوم الثلاثاء 24 أكتوبر الجاري، من إيقاف إرهابي خطير يحمل فكرا داعشيا”.

وحسب المعلومات التي أوردها موقع «تيلكيل عربي» فإن الموقوف “يدعى (طارق س.س)، وهو مصري يحمل الجنسية الألمانية، ويبلغ من العمر 29 عامًا ويقيم في دويسبورج، وقد كان في صفوف تنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا والعراق، قبل أن يعود إلى ألمانيا ويخطط للقيام بمشاريع إرهابية على أراضيها، من بينها هجوم باستخدام شاحنة”.

وكما جرت العادة، بصمت المخابرات المغربية، ديستي،  بهذا التنسيق على عمل أمني واستخباراتي جبار يضاف إلى عمليات سابقة جنبت العديد من الدول حمامات دم كان يخطط لها متطرفون، أكسبها الاحترام والتقدير من شركاء أوروبيين وأمريكيين سارعوا كلهم إلى إبرام اتفاقيات تعاون مع المغرب في المجال الأمني الاستخباراتي مثل الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا وألمانيا وغيرها.

وزيرة الداخلية الألمانية تحل بالمغرب

في هذا الإطار تحل نانسي فيزر، وزيرة الداخلية الألمانية، بالمملكة المغربية ابتداء من الإثنين المقبل، ومن المرتقب أن تلتقي بنظيرها المغربي، عبد الوافي لفتيت، حاملة معها مجموعة من ملفات الهجرة والأمن، وبالتالي من المرتقب أن يتم التطرق إلى ملف التعاون الأمني والاستخباراتي بين الرباط وبرلين على طاولة مباحثات المسؤولين الألمان والمغاربة.

الإدارة العامة لمراقبة التراب الوطني المغربي تنقد ألمانيا من حمام دم插图

والجدير بالتذكير أن السيد عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، سبق له أن أجرى مباحثات مع ديتير رومان، المدير العام للشرطة الاتحادية بألمانيا العام الماضي، حيث أشاد المسؤول الأمني الألماني بدور الأمن المغربي بقيادة الحموشي في محاربة الإرهاب، كما فعل سابقا وزير الخارجية الأمريكي الاسبق  مايك بومبيو بعد أن  أجرى مباحثات مع السيد المدير العام للأمن الوطني، المدير العام لمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف الحموشي، بمقر المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بتمارة خلال زيارته إلى المملكة في دجنبر 2019، وبعد عودته إلى الولايات المتحدة الأمريكية،  غرد مايك بومبيو على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” احتفالا بهذا اللقاء بتغريدة مرفوقة بصور جمعته مع الحموشي، قائلا: «لقد كان شرفا أن ألتقي المدير العام عبد اللطيف الحموشي اليوم من أجل التأكيد على التزامنا بمحاربة الإرهاب وتعاوننا الأمني الوثيق. نثمن مشاركتنا في الحرب ضد الإرهاب مع المغرب ونعمل معا لتحقيق السلم والأمن في العالم».

الإدارة العامة لمراقبة التراب الوطني المغربي تنقد ألمانيا من حمام دم插图1

وبالنسبة للتعاون المغربي الألماني، فقد سبق للطرفين الأمنيين أن تباحثا حول سبل تطوير التعاون الثنائي بين البلدين في الجانب الأمني ليشمل “مكافحة الإرهاب والهجرة السرية وأمن الحدود، فضلا عن تطوير آليات أكثر مرونة لتبادل المعلومات والخبرات على النحو الذي يحقق نجاعة وفعالية أكثر في عمليات التعاون الثنائي الأمني بين البلدين”؛ واتفق الطرفان على هامش انعقاد لجنة أمنية مشتركة بينهما، في أكتوبر الماضي، على “تعزيز التعاون العملياتي في ميادين الإرهاب والتطرف ومختلف صور الجريمة العابرة للحدود، بما في ذلك الاتجار غير المشروع بالمخدرات والبشر، إضافة إلى تعزيز التعاون من أجل رد كل المخاطر والتهديدات التي تمس أمن وسلامة مواطني البلدين”.

إشادة دولية بنجاعة تدخلات “الديستي” 

وقد ذكرت جريدة الأخبار، في تقرير سابق لها عن نجاعة تدخلات المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أنه “بفضل التعاون الوثيق الذي يجمع المغرب وعددا من الدول الكبرى في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب، تواصل المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني تميزها على المستوى العالمي في عملياتها الاستباقية والنوعية، التي كان لها الأثر الإيجابي، والذي جعل المغرب يترأس بشكل شبه دائم المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، وينظر إلى المقاربة المغربية في محاربة الجريمة الإرهابية نظرة التجربة النموذجية الناجحة في مواجهة هذه الآفة التي تهدد العالم برمته”.

وأضافت جريدة الأخبار أن وزير الداخلية الفرنسي حينها، برنار كازنوف أعلن خلال زيارته للمغرب في سنة 2015، “أن حكومة بلاده قررت تكريم المدير العام لمديرية مراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف الحموشي، بوسام جوقة الشرف الوطني، والذي يعتبر أعلى تكريم رسمي بفرنسا «تقديراً لجهوده في محاربة الإرهاب والجريمة”.

وأردفت الجريدة أنه “بدورها وشحت الحكومة الإسبانية في 2019، عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني والمدير العام لمراقبة التراب الوطني، بوسام الصليب الأكبر للاستحقاق للحرس المدني، وهو القرار الذي نشر في الجريدة الرسمية الإسبانية. ويعد وسام الصليب الأكبر للاستحقاق للحرس المدني أعلى وسام إسباني تمنحه هذه المؤسسة”.

المخابرات الألمانية استفادت من درس “تجاهلها” معلومات سابقة المخابرات المغربية

والمثير في الملف الذي أنجزته جريدة الأخبار سنة 2021، أن ألمانيا استفادت من الدرس المغربي وتتجنب السقوط في سابقة دفعت ثمنها سنة 2016، حيث كشفت وثائق أفرجت عنها السلطات الألمانية أن المخابرات المغربية حذرتها من عملية إرهابية يخطط لها تونسي، وجاء في الوثائق أن المخابرات المغربية علمت بالصدفة عام 2016 بمعلومات بشأن التونسي أنيس العمري، الذي نفذ لاحقا هجوم الدهس في برلين، وذلك بسبب صلاته بإسلاميين متطرفين منحدرين من المغرب في ألمانيا.

ووفقا للوثائق المذكورة، فقد قدمت الاستخبارات المغربية للمكتب الاتحادي للشرطة الجنائية في ذلك الحين معلومات مفصلة عن مغربي، ومغربي-فرنسي، والعمري، وكانت الاستخبارات المغربية تركز في ذلك على اتصالات محتملة للثلاثة مع أنصار لتنظيم «داعش» في سوريا أو ليبيا أو العراق، وبحسب الوثائق، فقد حذرت المخابرات المغربية من أن العمري إسلامي لديه استعداد للقتال ويعتزم تنفيذ «مشروع» لا يمكنه التحدث عنه عبر الهاتف.

غير أن تجاهل الجهات الأمنية الداخلية في ألمانيا للمعطيات الاستخباراتية الواردة من المغرب مكن العمري من النجاح في تنفيذ هجوم دهس بشاحنة في أحد أسواق عيد الميلاد في برلين في 19 من دجنبر 2016، أسفر عن مقتل 12 شخصا وإصابة أكثر من 70 آخرين، وفر العمري في وقت لاحق إلى إيطاليا وهناك لقي حتفه في مدينة ميلانو برصاص الشرطة الإيطالية.

وتكشف الوثائق، تؤكد جريدة الأخبار المغربية، أن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية أطلع سلطات الأمن على المستوى الاتحادي والولايات على المعلومات، وطلب من المكتب الاتحادي لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية الألمانية)، في ذلك الحين، التحري عن المعلومات القادمة من المغرب، وكشفت التحقيقات التي تجريها اللجنة البرلمانية المختصة بالهجوم أن الاستخبارات الداخلية الألمانية لم تتحر عن المعلومات سوى لدى الاستخبارات الأمريكية التي لم تقدم ردا إلا عقب وقوع الهجوم.

سر تميز الاستخبارات المغربية

ويمكن في هذا الصدد استحضار تحليل مصطفى الطوسة، المحلل السياسي ، الذي أوضح في تحليله لجريدة هسبريس المغربية أن “أسهم الاستخبارات المغربية مرتفعة جدا عند الأوساط الأوروبية والأمريكية، لسبب بسيط يكمن في مساهماتها الفعالة في المشاركة في إحباط عمليات إرهابية كان من الممكن أن تتسبب في حمام دم في هذه الدول”، واعتبر أن “المنظومة الأمنية المغربية يشهد على قدرتها على اختراق خلايا المنظمات الإرهابية التي تستهدف هذه الدول مستعملة أساليب وتقنيات يتعذر، إلى حدود الساعة، على الاستخبارات الغربية اللجوء إليها وتوظيفها”.

وشدد المحلل مصطفى الطوسة، المقيم في باريس، على أنه “في الوقت الذي تراهن فيه أجهزة أمن الدول الغربية على المحاصرة والملاحقة الرقمية للمجموعات الإرهابية، تستمر التجربة المغربية في الرهان على العنصر البشري الذي تعتبره مصدرا ثمينا للمعلومات يسمح بإحباط عمليات إرهابية”.

وقال بأن “هذه الإستراتيجية سمحت للمملكة المغربية بأن تلعب الأدوار الأولى في الحرب الدولية على الإرهاب، خصوصا حرب الظل المبنية على الاختراق والضربات الاستباقية.

هذه الإستراتيجية جعلت من المغرب فاعلا لا يمكن الاستغناء عن خدماته لملاحقة أخطبوط المنظمات الإرهابية وإفشال مخططاتها”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى