الأيام الطبية الـ 38: نقابة أطباء القطاع الحر بالمغرب تحتفل بتاريخها العريق ومسيرتها العلمية المتميزة

وجدة – 28 سبتمبر 2025
انطلقت فعاليات الأيام الطبية في دورتها الثامنة والثلاثين، التي تنظمها نقابة أطباء القطاع الحر في المغرب، في حدث يعكس التاريخ العريق والجهود العلمية المستمرة لهذه المؤسسة المهنية الرائدة. هذا المؤتمر، الذي يعد تظاهرة سنوية مرتقبة، سلط الضوء على دور النقابة المزدوج في الدفاع عن حقوق الأطباء وتعزيز البحث العلمي في المجال الطبي.
وتُعد هذه الدورة الثامنة والثلاثين دليلاً واضحاً على التاريخ الطويل والمتميز لنقابة أطباء القطاع الحر، التي تأسست قبل ما يزيد عن 38 عاماً. وفي تصريح خاص، أكد الدكتور حموش، أخصائي الصدرية والعضو السابق في النقابة والحالي في هيئة الأطباء، أن هذه النقابة تُعتبر الأولى من نوعها في المغرب لأطباء القطاع الحر، مشيراً إلى أنها الوحيدة التي وصلت إلى هذا العمر المديد دون منافس. ويُعزى هذا الاستمرار إلى التزامها الثابت بالجمع بين العمل النقابي والعلمي، مما جعلها نموذجاً يُحتذى به في القطاع الصحي.
ولم تكتفِ النقابة بدورها التقليدي في الدفاع عن مصالح الأطباء، بل تميزت بالتزامها العلمي اللافت. وأوضح الدكتور حموش أن حوالي 50% من نشاط النقابة مكرس للعمل العلمي، من خلال تنظيم ندوات ودوائر مستديرة على مدار العام تغطي مختلف التخصصات الطبية.
ويُتوج هذا النشاط سنوياً بالمؤتمر الكبير للأيام الطبية، الذي يُعد منصة لتبادل المعارف ومناقشة أحدث التطورات في المجال الطبي. وتشمل هذه الفعاليات مواضيع حيوية مثل التطورات في علاج الأمراض المزمنة، التقنيات الطبية الحديثة، وتحسين جودة الرعاية الصحية في المغرب.
كما أشاد الدكتور حموش بالمكتب الحالي للنقابة، الذي انتخب في يونيو الماضي، أي قبل أربعة أشهر فقط من انطلاق الفعالية. ورغم قصر المدة، استطاع المكتب تنظيم ثلاث إلى أربع ندوات علمية صغيرة، إلى جانب هذا المؤتمر الكبير الذي تميز بمستوى علمي رفيع. ويعكس هذا الإنجاز كفاءة المكتب وقدرته على تحقيق نتائج ملموسة في وقت قياسي.
ومن بين المزايا اللافتة للمكتب الحالي، أشار الدكتور حموش إلى التمثيلية النسائية القوية ضمن تشكيلته، حيث يضم عدداً كبيراً من النساء مقارنة بالرجال. ويُعد هذا التنوع خطوة إيجابية تعكس التزام النقابة بتعزيز المساواة بين الجنسين في القطاع الطبي، وهو ما يتماشى مع التوجهات العالمية لتمكين المرأة في المهن الطبية.
تأتي هذه الدورة في سياق تحديات صحية متزايدة تواجه القطاع الطبي في المغرب، بما في ذلك نقص الموارد البشرية والحاجة إلى تحديث البنية التحتية الصحية. وتسعى النقابة من خلال فعالياتها إلى المساهمة في إيجاد حلول لهذه التحديات، سواء من خلال الدعوة إلى تحسين ظروف عمل الأطباء أو تعزيز التكوين المستمر.
نشير انه وفقاً لتقارير حديثة، يعاني القطاع الصحي في المغرب من نقص يُقدر بحوالي 30,000 طبيب لتلبية احتياجات السكان المتزايدة، مما يجعل دور النقابة في تنظيم مثل هذه الفعاليات أكثر أهمية.
تؤكد الأيام الطبية الثامنة والثلاثين على مكانة نقابة أطباء القطاع الحر كمؤسسة رائدة تجمع بين العراقة والحداثة. ومن خلال التزامها المزدوج بالعمل النقابي والعلمي، تواصل النقابة لعب دور حيوي في تعزيز المنظومة الصحية في المغرب. ومع وجود مكتب نشيط ومتنوع، يبدو أن النقابة مستعدة لمواجهة التحديات المستقبلية بثقة وطموح، مما يعزز مكانتها كصوت قوي للأطباء ومنارة علمية في القطاع الصحي.