الأمير مولاي رشيد يفتتح الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط

افتتح صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، يوم الخميس 17 أبريل 2025، الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في فضاء OLM بحي السويسي بالرباط. يستمر هذا الحدث الثقافي البارز من 17 إلى 27 أبريل 2025، ليجمع على مدى أحد عشر يومًا عشاق الكتاب والناشرين في منصة تعزز الحوار الثقافي والتبادل الفكري.
ينظم المعرض من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بالتعاون مع ولاية الرباط-سلا-القنيطرة، وجهة الرباط-سلا-القنيطرة، وجماعة الرباط، ويشهد مشاركة واسعة تضم حوالي 700 عارض من أكثر من 40 دولة، يمثلون دور النشر، المؤسسات الحكومية، والجمعيات الثقافية. ويجذب المعرض، الذي يمتد على مساحة تزيد عن 20 ألف متر مربع، ما يقارب 500 ألف زائر سنويًا، مقدمًا أكثر من 100 ألف عنوان في مختلف المجالات المعرفية والأدبية.
ويأتي هذا الحدث، الذي انطلق لأول مرة عام 1987، ليعزز مكانته كأكبر تظاهرة ثقافية في المغرب وأحد أهم المعارض الأدبية إقليميًا، حيث يسعى إلى نشر ثقافة القراءة، تشجيع التنوع الثقافي، وإشاعة قيم التعايش والسلام. وقد بلغت تكلفة تنظيم هذه الدورة حوالي 45.5 مليون درهم، في زيادة ملحوظة مقارنة بالدورات السابقة، مما يعكس طموح توسيع نطاق الحدث وتحسين بنيته التحتية.
وخلال الافتتاح، حضر عدد من الشخصيات الرسمية، مما يبرز البعد الوطني والدولي للمعرض. كما أن دور الأمير مولاي رشيد في ترؤس الافتتاح يعكس العناية الملكية المستمرة بالثقافة والكتاب، حيث سبق لسموه افتتاح دورات سابقة، باستثناء دورة 2022 بسبب ولادة ابنه الأمير مولاي عبد السلام.
ويتضمن برنامج المعرض فعاليات متنوعة تشمل ندوات فكرية، حلقات نقاش، توقيع كتب، وعروضًا فنية، إلى جانب توزيع جوائز لتكريم الكتاب والشعراء المتميزين. ومن المنتظر أن يشهد المعرض إصدارات جديدة، على غرار ما حدث في الدورات السابقة، مثل تقديم مجلات علمية وأعمال أدبية بارزة. ولم يُعلن بعد عن ضيف شرف هذه الدورة، بعدما كرّمت الدورات السابقة جهات مثل الآداب الأفريقية في 2022 ومقاطعة كيبيك الكندية في 2024.
وقد فتحت الوزارة باب التسجيل للعارضين من 28 دجنبر 2024 إلى 15 فبراير 2025 عبر الموقع الإلكتروني الرسمي، داعية دور النشر والمؤسسات الثقافية إلى المشاركة. ومع استقرار المعرض في الرباط منذ 2022 بعد نقله من الدار البيضاء، يواجه الحدث تحديات مثل تراجع الإقبال بسبب التضخم أو تزامن بعض الدورات مع الامتحانات، إلا أن المنظمين يطمحون إلى تعزيز التمثيلية الإقليمية واستقطاب جمهور أوسع.
ويبقى المعرض الدولي للنشر والكتاب منصة حيوية لدعم الثقافة المغربية والاحتفاء بالكتاب كأداة للحوار والتنمية، مع تساؤلات حول كيفية مواكبته للتحولات الرقمية وتغيرات عادات القراءة في المستقبل.