الأسبوع الخامس للفيلم الإيفواري بالمغرب: بانوراما سينمائية تعكس التنوع الثقافي

الرباط – 28 أبريل 2025
تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ينطلق اليوم الأسبوع الخامس للفيلم الإيفواري بالمغرب، الذي ينظمه المركز السينمائي المغربي (CCM) بالتعاون مع المكتب الوطني للسينما بكوت ديفوار (ONAC-CI). تستضيف دار السينما “رونيسانس” بالرباط، من 28 أبريل إلى 1 مايو 2025، هذا الحدث الثقافي البارز، الذي يعزز التعاون السينمائي جنوب-جنوب ويبرز التنوع الإبداعي للسينما الإيفوارية. في هذا المقال، نستعرض تفاصيل الأفلام المعروضة، مع تعزيز السياق بمعطيات تكميلية تسلط الضوء على أهميتها الفنية والثقافية.
أهداف الحدث: جسر ثقافي وسينمائي
يندرج الأسبوع السينمائي ضمن اتفاقية الإنتاج المشترك الموقعة بين المغرب وكوت ديفوار عام 2011، بهدف تعزيز التعاون السينمائي وتبادل الخبرات. يسعى الحدث إلى إبراز الإنتاجات الإيفوارية الحديثة، التي تعكس الثراء الثقافي والاجتماعي لكوت ديفوار، مع خلق منصة للحوار بين السينمائيين من البلدين. كما يوفر فرصة للجمهور المغربي، بما في ذلك الجالية الإيفوارية، لاكتشاف أعمال تعالج قضايا إنسانية واجتماعية بأسلوب فني مبتكر.
تفاصيل الأفلام المعروضة
يقدم الأسبوع الإيفواري تشكيلة متنوعة من الأفلام التي تمثل أصواتًا جديدة في السينما الأفريقية، مع تناول قضايا معاصرة بأساليب فنية مختلفة. فيما يلي تفاصيل الأفلام المعلن عنها مع تحليل سياقي:
- “غازوا يجب أن يموت” (100 دقيقة)
- النوع: دراما اجتماعية كوميدية
- الوصف: يقدم الفيلم نقدًا ساخرًا لتحديات القيم في المجتمع الإيفواري المعاصر، من خلال قصة تجمع بين الفكاهة والتأمل. يركز العمل على صراعات اجتماعية وثقافية، مستخدمًا الكوميديا كأداة لتسليط الضوء على تناقضات الحياة اليومية.
- الأهمية الفنية: يعكس الفيلم نهضة السينما الإيفوارية في استخدام الكوميديا لمعالجة قضايا عميقة، مما يجعله قريبًا من الجمهور المحلي والدولي. الأسلوب الساخر يذكّر بأعمال سينمائية أفريقية مثل أفلام المخرج النيجيري كونلي أفولايان، التي تجمع بين الترفيه والنقد الاجتماعي.
- سياق إضافي: يأتي هذا الفيلم في سياق ازدهار الكوميديا الأفريقية، التي تحظى بشعبية متزايدة في مهرجانات مثل “فيسباكو” في بوركينا فاسو، حيث تبرز الأفلام الكوميدية كوسيلة للتعبير عن الهوية الثقافية.
- “مامان” (90 دقيقة)
- النوع: دراما إنسانية
- الوصف: يروي الفيلم قصة امرأة إيفوارية تواجه تحديات تربية أسرتها بمفردها، مع تسليط الضوء على قوتها وصمودها في مواجهة الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية. يتميز العمل بلغة بصرية مؤثرة تركز على العلاقات الأسرية والتضحيات الشخصية.
- الأهمية الفنية: يندرج الفيلم ضمن التيار النسوي في السينما الأفريقية، الذي يبرز دور المرأة كعمود فقري للمجتمع. يشبه في أسلوبه أعمال المخرجة السنغالية صافي فاي، التي تستكشف قوة النساء في سياقات صعبة.
- سياق إضافي: يعكس الفيلم واقع العديد من النساء في غرب إفريقيا، حيث تتحمل الأمهات مسؤوليات كبيرة في ظل تحديات اقتصادية. يتماشى هذا العمل مع أهداف التنمية المستدامة، خاصة في تعزيز المساواة بين الجنسين، مما يجعله ذا بعد إنساني عالمي.
- “صمت قاتل” (95 دقيقة)
- النوع: دراما اجتماعية
- الوصف: فيلم جريء يتناول قضايا العنف القائم على النوع الاجتماعي، مقدمًا نقدًا قويًا للصمت المجتمعي حول هذه الظاهرة. يركز العمل على قصص نساء يواجهن العنف، مع تسليط الضوء على الحاجة إلى التغيير الاجتماعي.
- الأهمية الفنية: يتميز الفيلم بمعالجته الشجاعة لموضوع حساس، مستخدمًا لغة سينمائية تعتمد على الرمزية والحوارات القوية. يمكن مقارنته بأفلام مثل “Rafiki” الكيني، الذي تناول قضايا اجتماعية مثيرة للجدل بأسلوب فني.
- سياق إضافي: يأتي الفيلم في سياق تصاعد الحركات النسوية في إفريقيا، مثل حملات #MeToo الأفريقية، التي تدعو إلى مواجهة العنف ضد النساء. يساهم العمل في تعزيز الحوار حول هذه القضية في المغرب وكوت ديفوار، حيث تشهد المجتمعات نقاشات متزايدة حول حقوق المرأة.
- “أوبا نويل”
- النوع: كوميديا اجتماعية
- الوصف: فيلم خفيف يركز على العلاقات الإنسانية والاحتفالات الموسمية، مقدمًا رؤية مبهجة للحياة اليومية في كوت ديفوار. يعتمد على الفكاهة والمواقف الطريفة لجذب الجمهور.
- الأهمية الفنية: يعكس الفيلم قدرة السينما الإيفوارية على تقديم أعمال ترفيهية تحمل رسائل اجتماعية بسيطة. يشبه في أسلوبه الأفلام النيجيرية الناجحة مثل “The Wedding Party”، التي تجمع بين الكوميديا والثقافة المحلية.
- سياق إضافي: يعزز الفيلم الروابط الثقافية بين المغرب وكوت ديفوار، حيث تشترك البلدان في تقاليد الاحتفال بالمناسبات العائلية، مما يجعل العمل قريبًا من الجمهور المغربي.
- “بوكو ملكة وأميرة”
- النوع: رسوم متحركة
- الوصف: فيلم موجه للأطفال والشباب، يروي قصة مغامرة ملكة وأميرة في عالم خيالي مستوحى من الفلكلور الإيفواري. يتميز بالرسوم الملونة والموسيقى التقليدية.
- الأهمية الفنية: يمثل الفيلم خطوة متقدمة في تطوير الرسوم المتحركة الأفريقية، التي بدأت تحظى باهتمام متزايد في مهرجانات مثل مهرجان الأفلام المتحركة بجنوب إفريقيا. يعزز العمل الهوية الثقافية من خلال استلهام الفلكلور المحلي.
- سياق إضافي: يعكس الفيلم طموح كوت ديفوار في تطوير صناعة الرسوم المتحركة، مستفيدة من تجارب دول مثل نيجيريا وجنوب إفريقيا. يساهم العمل في جذب الجمهور الشاب، مما يعزز التنوع في برنامج الأسبوع السينمائي.

السياق الفني والثقافي
تتميز الأفلام المعروضة بتنوعها الأسلوبي والموضوعي، مما يعكس ديناميكية السينما الإيفوارية التي تجمع بين الترفيه والنقد الاجتماعي. تشهد كوت ديفوار نهضة سينمائية بدعم من مؤسسات مثل المكتب الوطني للسينما (ONAC-CI)، الذي يشجع الإنتاج المحلي ويروج للأفلام في المهرجانات الدولية. ويأتي هذا الحدث في سياق ازدهار السينما الأفريقية، التي تحظى باهتمام متزايد عالميًا، كما يظهر في نجاح أفلام مثل “Black Panther” و”Timbuktu” في الأسواق الدولية.
من جهة أخرى، يبرز المغرب كوجهة رئيسية للسينما الأفريقية، بفضل دعم المركز السينمائي المغربي ومهرجانات مثل مهرجان الفيلم بمراكش. ويعزز الأسبوع الإيفواري هذا الدور، حيث يوفر منصة لعرض الأفلام الأفريقية وتشجيع الإنتاج المشترك. كما يساهم الحدث في تعزيز الدبلوماسية الثقافية، التي تعد ركيزة أساسية في سياسة المغرب تجاه إفريقيا، خاصة مع دول غرب إفريقيا مثل كوت ديفوار، التي تربطها بالمغرب علاقات تاريخية وثقافية عميقة.
أنشطة موازية وأثر الحدث
إلى جانب العروض المجانية، يتضمن الأسبوع جلسات نقاش مع مخرجين وممثلين إيفواريين شباب، مما يتيح تبادل الخبرات مع نظرائهم المغاربة. هذه الجلسات تهدف إلى استكشاف فرص الإنتاج المشترك، مستفيدة من التجربة المغربية في دعم السينما عبر صناديق التمويل والبنية التحتية المتطورة. كما يعزز الحدث الحوار الثقافي بين الجالية الإيفوارية بالمغرب والجمهور المحلي، مما يعمق التفاهم المتبادل.
ويأتي هذا الأسبوع في سياق نشاط ثقافي مغربي مكثف، حيث استضاف المغرب في السنوات الأخيرة فعاليات سينمائية مع دول مثل السنغال ومالي، مما يعزز مكانته كمركز إقليمي للثقافة. وتؤكد هذه المبادرات على التزام المغرب بتعزيز التضامن الأفريقي، وفقًا للتوجيهات الملكية التي تدعو إلى بناء جسور التعاون بين دول الجنوب.
دعوة لعشاق السينما
يدعو المركز السينمائي المغربي الجمهور لحضور هذا الحدث الاستثنائي، الذي يقدم تجربة سينمائية غنية تعكس روح إفريقيا المعاصرة. من خلال أفلام مثل “غازوا يجب أن يموت”، “مامان”، و”صمت قاتل”، يتيح الأسبوع فرصة لاكتشاف أصوات إبداعية جديدة، مع الاحتفاء بالتنوع الثقافي والإنساني. مع عروض مجانية ونقاشات مفتوحة، يشكل هذا الحدث جسرًا للتواصل بين الشعبين المغربي والإيفواري، ويؤكد دور السينما كأداة للتغيير والتقارب.
Brochure-5eme-Edition-de-la-Semaine-du-Film-Ivoirien-au-Maroc-CINEMA-–-LA-RENAISSANCE-