الأزمة تعمقت مع حكومة أخنوش بأبعاد وخلفيات غير متحكم فيها يصعب إخمادها

فريد بوجيدة (أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب بوجدة)

حكومة‭ ‬أخنوش‭ ‬لم‭ ‬تأت‭ ‬بجديد‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الاجتماعي‭. ‬وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الوعود‭ ‬والتصريحات،‭ ‬فإن‭ ‬الواقع‭ ‬الاجتماعي‭ ‬يقول‭ ‬أشياء‭ ‬أخرى‭.‬

‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬المغرب‭ ‬بالأساس‭ ‬هو‭ ‬الملف‭ ‬الاجتماعي‭. ‬قبل‭ ‬الحكومة‭ ‬الحالية‭ ‬كان‭ ‬الخطاب‭ ‬واضحا‭ ‬عن‭ ‬القضايا‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬ويصرح‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬أنه‭ ‬سيعمل‭ ‬على‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬أكثر‭ ‬المكاسب‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬لأي‭ ‬حكومة‭ ‬سابقة‭ ‬الجرأة‭ ‬على‭ ‬التراجع‭ ‬عنها‭ ‬وهي‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بصندوق‭ ‬الدعم‭ ‬والاجتماعي‭. ‬بل‭ ‬كان‭ ‬يصرح‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬أن‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬الأجور‭ ‬مسألة‭ ‬غير‭ ‬واردة‭..  ‬

أما‭ ‬الحكومة‭ ‬الحالية‭ ‬فهي‭ ‬استمرار‭ ‬لنفس‭ ‬النهج،‭ ‬ولا‭ ‬تشكل‭ ‬حالة‭ ‬فريدة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الناحية‭.  ‬نلمس‭ ‬تجليات‭ ‬التضخم‭ ‬المصرح‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬المؤسسات‭ ‬الرسمية‭ ‬وموجة‭ ‬الغلاء‭ ‬الغير‭ ‬مسبوقة‭ ‬وتهديد‭ ‬الأمن‭ ‬الاجتماعي‭. ‬

هناك‭ ‬انعكاسات‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لهذا‭ ‬المسار‭ ‬الرأسمالي‭ ‬والذي‭ ‬جعل‭ ‬الفئات‭ ‬الشعبية‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬موجة‭ ‬الغلاء‭ ‬خاصة‭ ‬حينما‭ ‬مس‭ ‬أكثر‭ ‬المواد‭ ‬استهلاكا‭. ‬نلاحظ‭ ‬أن‭ ‬الأمن‭ ‬الاجتماعي‭ ‬مهدد،‭ ‬وباعتبار‭ ‬الأمن‭ ‬الاجتماعي‭ ‬يرتبط‭ ‬بالأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬فإن‭ ‬اختيارات‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المستوى‭ ‬فاشلة،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬استراتيجية‭ ‬فلاحية‭ ‬سليمة‭ ‬دون‭ ‬تأمين‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نبرر‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬بسياسة‭ ‬التصدير‭ ‬وتأمين‭ ‬السلامة‭ ‬المالية‭ ‬بالمغامرة‭ ‬بالأمن‭ ‬الغذائي‭. ‬

ستكثر‭ ‬الآفات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬ودون‭ ‬توفير‭ ‬شرط‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬سيستمر‭ ‬الاحتقان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وستحتل‭ ‬الطبقة‭ ‬المتوسطة‭ ‬المجال‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لأنها‭ ‬معنية‭ ‬أكثر‭ ‬بهذه‭ ‬التحولات‭. ‬ما‭ ‬نلاحظه‭ ‬من‭ ‬احتجاجات‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬يلقي‭ ‬الضوء‭ ‬بشكل‭ ‬جلي‭ ‬على‭ ‬تراجع‭ ‬القدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬واتساع‭ ‬دائرة‭ ‬الفقر‭. ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬نلمس‭ ‬التناقض‭ ‬الواضح‭ ‬بين‭ ‬الفئات‭ ‬الاجتماعية‭. ‬

فلابديل‭ ‬للحكومة‭ ‬عن‭ ‬الدولة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬تحدد‭ ‬استراتيجيتها‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الاستقرار‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وتأمين‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬،‭ ‬وتحسين‭ ‬الأجور‭.‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى