الأحداث السياسية والاقتصادية في الشرق الأوسط: 24 سبتمبر 2025

تصعيد في التوترات الإسرائيلية-إيرانية واتهامات بالإبادة في غزة

شهدت المنطقة تصعيداً إضافياً في التوترات بين إسرائيل وإيران، حيث أعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية يوم 24 سبتمبر عن حصولها على لقطات داخلية لمنشأة ديمونة النووية الإسرائيلية، مع تصريح لنتنياهو يدعوه إلى التركيز على “مشكلة الخبز” لديه، مشيراً إلى تعاون موظفين إسرائيليين مع إيران مقابل المال. في الوقت نفسه، أكد تقرير أممي صادر يوم 16 سبتمبر أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، مع تورط نتنياهو وغالانت في إثارة هذه الأعمال، وسط انخفاض في النشاط الإسرائيلي في غزة بسبب فترات توقف يومية، لكن مع استمرار النزوح القسري لآلاف السكان.

في اليمن، قتلت ضربات إسرائيلية رئيس الوزراء الحوثي أحمد غالب الرحوي وعدة وزراء آخرين في أغسطس، مما دفع الحوثيين إلى تعزيز إجراءات الأمن التشغيلي، بينما أدت غارات إسرائيلية على ميناء الحديدة إلى تسرب نفطي من سفينتين، مع إصلاحات سريعة للأضرار للحفاظ على النشاط. كما سجلت اشتباكات داخل كردية في العراق أشدها منذ 2003، مع تصعيد التوترات قبل الانتخابات في نوفمبر، حيث يسعى حزب الاتحاد الوطني الكردستاني (PUK) لتعزيز سيطرته في السليمانية مقابل هيمنة حزب الديمقراطي الكردستاني (KDP) في أربيل.

في سوريا، يواجه تنظيم داعش تصعيداً عنيفاً، حيث أحرق مدناً وقتل أكثر من 1400 شخص منذ مارس، بما في ذلك مذابح للمسيحيين والدروز في السويداء، مع حرق كنائس وإعدام مدنيين، وسط اتهامات للغرب بالصمت. وفي لبنان، يُعتبر الوضع فرصة لإعادة بناء الجيش اللبناني لتنفيذ وقف إطلاق النار مع حزب الله وتجريد السلاح، وسط انهيار اقتصادي وسياسي.

تقدم في الاعتراف الدولي بدولة فلسطين وردود أمريكية معاكسة

في قمة الأمم المتحدة يوم 22 سبتمبر، أعلنت دول أوروبية متعددة، بما في ذلك بلجيكا وفرنسا ولوكسمبورغ، الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين ضمن حدود 1967، ليصل العدد إلى أكثر من 150 دولة، مع تأكيد الرئيس الفرنسي ماكرون على أن هذا “غير قابل للعكس” لإنعاش حل الدولتين. وفي خطوة تاريخية، أكدت المملكة المتحدة اعترافها الرسمي، مع دعوة لوقف القصف الإسرائيلي في غزة ورفع القيود على المساعدات، مشددة على أن هذا يقابل رؤية حماس “البغيضة” ويضمن عدم وجود دور لها في الحكومة الفلسطينية المستقبلية، مع إجلاء أطفال مصابين للعلاج في بريطانيا.

رداً على ذلك، أدان الرئيس الأمريكي ترامب في خطاب الأمم المتحدة يوم 23 سبتمبر هذه الاعترافات، معتبراً إياها تهديداً لإسرائيل، وسط عزلة أمريكية متزايدة في دعمها لتل أبيب، مع وعود لزعماء عرب بعدم السماح لإسرائيل بضم الضفة الغربية. كما هدد مسؤولون إسرائيليون بالضم الكامل للضفة، مع اقتراح إسرائيلي لتحويل المساعدات من أسطولة “سمود” إلى موانئ مجاورة لتجنب الاستفزاز، وسط إعلان إسبانيا إرسال سفينة عسكرية لحماية الأسطولة بعد هجمات عليها.

إقليمياً، أعربت السعودية عن دعمها للاعتراف، بينما أكدت الإمارات والسعودية أن إنهاء الحرب في غزة شرط لتوسيع اتفاقيات إبراهيم، رغم الروابط الاقتصادية المتنامية مثل الرحلات المباشرة بين الدار البيضاء وتل أبيب. وفي العراق، يخشى الإطار الشيعي تناقص المشاركة الانتخابية إلى أقل من 20% بسبب دعوات مقتدى الصدر للمقاطعة.

أزمة اقتصادية مستمرة في فلسطين مع توقعات نمو إقليمي معتدل

تواصل فلسطين مواجهة “خنق مالي” إسرائيلي، مع بطالة تفوق 80% في غزة، تدمير بنى تحتية، وانتشار أمراض ومجاعة محتملة بسبب حظر الإمدادات، بالإضافة إلى حجب الإيرادات الضريبية في الضفة مما يعطل الرواتب والمدارس، ومنع حصاد الزيتون للسنة الثانية. وفي السودان، يعاني 260 ألف شخص من حصار قوات RSF لـ500 يوم، مع قتل المحاصرين وانتشار الجوع.

على المستوى الإقليمي، يتوقع صندوق النقد الدولي نمواً بنسبة 3-4% في دول الخليج لـ2025، مدعوماً بسياسات مضادة للدورة رغم انخفاض أسعار النفط، بينما ينمو الاقتصاد الإقليمي بنسبة 2.6% وفق البنك الدولي، مع تركيز على القطاع الخاص كمحرك للنمو، لكن مع تباطؤ بسبب التوترات التجارية والصراعات. في العراق، يشهد بغداد ازدهاراً في البناء يجذب المستثمرين الأجانب، مع استقرار نسبي يعيد تشكيل العاصمة. وأعلنت PayPal استثمار 12.9 مليار شيكل في أفريقيا والشرق الأوسط لتعزيز الاقتصاد الرقمي. كما أصبحت صناديق الثروة السيادية في الشرق الأوسط، التي تتجاوز 5 تريليون دولار، مؤثرة عالمياً، مع تدفقات استثمارية رغم التصعيد.

دعوات للسلام وإصلاحات هيكلية

مع تصاعد الدعوات الدولية لوقف التصعيد، تعمل المملكة المتحدة على إجماع إقليمي حول “إطار عمل للسلام” يشمل إصلاح السلطة الفلسطينية ومفاوضات الدولتين، مع رفض الكراهية والتركيز على مستقبل سلمي. في دافوس 2025، شددت المناقشات على خفض التصعيد وتعزيز الدعم الإنساني، مع تحول في التوازن السياسي نحو تعزيز الجماعات السنية على حساب الشيعية الإيرانية. يظل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي محور التحديات، مع آمال في قمة الأمم المتحدة لتحقيق سلام عادل، وسط تحولات اقتصادية تهدف إلى التنويع والاستقرار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!