استجواب مع شيخ قبيلة الرقيبات البيهات، سيدي محمد الشيخ الإسماعيلي

أجرى الاستجواب لهيئة تحرير جريدة جيل24

المصطفى العياش بتعاون مع كلثوم العياش (متدربة)

يحتفظ شيخ قبيلة الرقيبات البيهات، سيدي محمد الشيخ الإسماعيلي، بمكانته الوطنية والاجتماعية في الصحراء المغربية، محافظًا على إرث والده المقاوم مولاي سلمى الإسماعيلي، ومواكبًا مسار أخيه مصطفى سلمى في دعم الوحدة الوطنية والحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

ويأتي هذا الاستجواب لتسليط الضوء على انعكاسات قرار مجلس الأمن الدولي الصادر يوم الجمعة 31 أكتوبر 2025، الذي أكد أن مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية تشكل الإطار الواقعي للحل للنزاع المفتعل، كما لتوضيح دور الشيخ في دعم عودة أبناء الصحراء من تندوف إلى وطنهم، بعد الخطاب التاريخي لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي دعا فيه المغاربة في المخيمات للعودة إلى وطنهم ضمن إطار الحكم الذاتي، مؤكداً أن المملكة المغربية بيت لكل أبنائها.

استجواب مع شيخ قبيلة الرقيبات البيهات، سيدي محمد الشيخ الإسماعيلي插图

جواب: قرار مجلس الأمن يمثل انتصارًا للحق المغربي واعترافًا دوليًا بسيادة المملكة على كامل أراضيها، ويضع مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية في قلب الحل الواقعي للنزاع المفتعل. هذا القرار يعكس إدراك المجتمع الدولي أن الحلول المستدامة لا تأتي إلا عبر احترام الوحدة الوطنية وحقوق المواطنين.

سؤال: سبق أن وجه جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني – طيب الله ثراه – رسائل إلى المغاربة المغرر بهم في تندوف للعودة إلى الوطن، وقد كان بعضهم من مؤسسي جبهة البوليساريو آنذاك. اليوم، يواصل جلالة الملك محمد السادس نصره الله هذا الإرث، داعيًا المغاربة المقيمين في تندوف للرجوع إلى وطنهم ضمن إطار الحكم الذاتي. ما الفرق بين التوجه الأول والتوجه الثاني للملكين؟

جواب: التوجه الأول للملك الحسن الثاني كان إنسانيًا وعاطفيًا، مؤطرًا بالقيم الدينية والوطنية، وركز على إعادة أبنائنا المغرر بهم من تندوف، بمن فيهم بعض المؤسسين الأصليين للبوليساريو، إلى الوطن، مع الحرص على الغفران والوحدة الوطنية.

أما التوجه الثاني لجلالة الملك محمد السادس، فهو يجمع بين البعد الإنساني والسياسي، حيث يدعو المغاربة المقيمين في تندوف للرجوع إلى وطنهم ضمن إطار الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. هذه المقاربة تضمن حقوق المواطنين وتدمجهم في مشروع وطني متكامل لتعزيز الوحدة الوطنية والتنمية في الصحراء، مع معالجة النزاع المفتعل بطريقة واقعية ومستدامة.


جواب (بصوت الشيخ):
أولا نوضّح نقطة مهمة: أخي مصطفى سلمى عرف تاريخياً بكونه كان مسؤولًا داخل هياكل البوليساريو، ومنذ سنوات بات خارج دوائر المخيمات ويعبّر عن مواقف نقدية علنية تجاه قيادتها. هذه المعطيات موثقة في تقارير وإعلام.

ثانيًا، من موقعنا كشيخ قبيلة وممثل للمجتمع المحلي، نجاح أي عملية عودة إلى الوطن يعتمد على آليات متكاملة تُشرف عليها الدولة وتشارك فيها كل مكوّنات المجتمع. دورنا كشيخ يتجسّد في بناء الثقة لدى العائلات، التواصل المباشر والميداني، التوضيح باللغة المفهومة للمواطنين، وتقديم ضمانات قبلية واجتماعية تكمّل الضمانات الرسمية.

أخي مصطفى، بوجوده خارج المخيمات وقدرته على مخاطبة شبكات هناك، يمكن أن يكون عنصرًا داعمًا إذا ما شُرعت القنوات الرسمية للتنسيق معه ومع غيره من المؤثرين، تحت إشراف ودعوة صريحة من الجهات الحكومية المختصة. هو قادر على المساهمة في نقل الرسائل وتوضيح مقاصد العودة إلى الوطن، لكن الأدوار التنفيذية أو الأمنية تبقى مسؤولية المؤسسات المختصة، وأي مشاركة تكميلية يجب أن تكون واضحة في حدود القانون وتحت إشراف الدولة.

أختم بأنني، كشيخٍ من أبناء المنطقة، مستعد لأن أكون جزءًا فاعلًا في هذا المسار، وأن أعمل بتنسيق كامل مع مؤسسات الدولة وأجهزتها الأمنية لضمان أن تكون عودة أهلنا من تندوف عودة كرامة وحقًّا آمنًا ومنظّمًا. الوطن يحمينا جميعًا، ونحن على استعداد للقيام بدورنا التكميلِيِّ في ظل قانون الدولة وسيادتها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!