اتحاد المقاولات الصحفية بجهات الصحراء يعقد لقاءً مع الضمان الاجتماعي لدعم المقاولات الصحفية ويطالب بتصحيح اتفاقية التسويق الترابي

طانطان، 30 أبريل 2025 (جيل 24)
عقد اتحاد المقاولات الصحفية بجهات الصحراء الثلاث (كلميم وادنون، العيون الساقية الحمراء، والداخلة وادي الذهب)، يوم الإثنين 28 أبريل 2025، اجتماعًا هامًا مع مصالح الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي المركزية والجهوية، بإقليم طانطان، تحت إشراف المدير العام للصندوق وبحضور مسؤولين جهويين. اللقاء، الذي يندرج في إطار سياسة التواصل المباشر التي يتبناها الصندوق، ركز على دعم المقاولات الصحفية الصغرى، نظرًا لدورها الحيوي في النسيج الاقتصادي والاجتماعي بالأقاليم الجنوبية.
دعم المقاولات الصحفية ومواجهة الإفلاس
أفاد بلاغ الاتحاد أن اللقاء شهد تقديم توضيحات شاملة حول المساطر والحلول المقترحة لإنقاذ المقاولات الصحفية من خطر الإفلاس وإعادة تنشيطها. واستعرض المسؤولون آليات جديدة لتعزيز التغطية الاجتماعية للعاملين في القطاع الصحفي، بما يشمل تسهيلات في التسجيل بالضمان الاجتماعي وتسوية الديون المتراكمة. كما تم اقتراح برامج تكوينية لتعزيز قدرات هذه المقاولات في مواجهة التحديات الاقتصادية، مع التركيز على أهمية الرقمنة لتطوير الإعلام المحلي.
وأثنى الاتحاد على نجاح هذا اللقاء التمهيدي، مشيدًا بالمجهودات المتواصلة للبرلمانية الباتول إبلاضي، ممثلة جهة كلميم وادنون، التي تترافع بجدية عن الملفات الاجتماعية للمنطقة أمام السلطات المركزية. وأكد الاتحاد أن إبلاضي تمثل نموذجًا للالتزام الترابي، من خلال دفاعها عن قضايا المواطنين بضمير وطني وتنظيم دقيق.
انتقادات لاتفاقية التسويق الترابي
كشف الاتحاد، بناءً على لقاءاته مع الوزارة الوصية، وخبراء اقتصاديين، وزيارات جمعية جهات المغرب، عن عيوب جوهرية في اتفاقية التسويق الترابي التي صادق عليها مجلس جهة كلميم وادنون. ووصف الاتحاد الاتفاقية بأنها “ملغومة” و”غير قابلة للتنزيل”، معتبرًا أنها تمثل “هدرًا للزمن التنموي والصحفي”، وتعكس تهرب رئيسة المجلس من التزاماتها تجاه المقاولات المحلية. وأشار إلى أن الاتفاقية تقدم دعمًا هزيلًا مشروطًا بمساطر مركزية معقدة، مما يعيق استفادة المقاولات الصحفية من الدعم المالي واللوجستي.
وطالب الاتحاد بتصحيح هذه الوضعية فورًا، وإنهاء حالة الانتظار التي تكبل القطاع الصحفي، داعيًا إلى إعادة صياغة الاتفاقية بما يتماشى مع احتياجات المقاولات المحلية ويضمن دعمًا فعالًا وشفافًا.
بيان بمناسبة عيد العمال
بمناسبة عيد العمال العالمي، فاتح ماي 2025، أصدر الاتحاد بيانًا للرأي العام الوطني، أكد فيه على دور الصحافيين كجزء أصيل من الطبقة العاملة، مشددًا على أنهم “ليسوا أدوات للاستغلال الدعائي أو تذويب المال العام”. وأعلن الاتحاد عن مطالب رئيسية، تشمل:
- دعوة والي جهة كلميم وادنون للإشراف على تثمين مهنة الصحافة وتنظيمها بعمالات الأقاليم، من خلال وضع إطار قانوني يحمي حقوق الصحافيين.
- مطالبة رئيسة مجلس الجهة بتنفيذ وعودها الموثقة لدعم الجسم الصحفي، مع دعوة المجالس الإقليمية والجماعية والغرف المهنية إلى عقد شراكات مع المؤسسات الإعلامية لتعزيز التسويق الترابي وتطوير الخطاب الإعلامي.
- مطالبة منظمي المهرجانات المحلية، مثل مهرجان الجمل بطانطان، وموسم سيدي إفني، ومهرجانات إقليم آسا الزاك، بالتعاقد مع المؤسسات الصحفية المحلية لتغطية هذه الفعاليات، بدلاً من الاعتماد على جهات خارجية.
- دعوة الوحدات الصناعية بالمنطقة، مثل “مجموعة الدرهم هولدينغ”، إلى تحمل مسؤولياتها الاجتماعية من خلال تخصيص إعلانات تجارية لدعم المقاولات الصحفية.
روح نضالية ومقاطعة للأنشطة المشبوهة
أعرب الاتحاد عن فخره بالروح النضالية التي أظهرها أعضاؤه في مواجهة التحديات، من خلال تسديد غرامات الشيكات الكيدية، ومقاطعة الأنشطة المشبوهة، ومحاربة الاحتكار الرسمي والمضاربة. وأدان الاتحاد استغلال الخطاب الوطني والخطب الملكية من قبل “لوبيات الفساد” التي تختبئ وراء المصلحة العامة لتحقيق مكاسب خاصة.
وأعلن الاتحاد عزمه على تصعيد تحركاته النضالية، من خلال مقاطعة عدد من المهرجانات، وتنظيم احتجاجات “راقية” أمام مقرات المجالس المنتخبة، للمطالبة بوقف هدر الزمن التنموي والصحفي. واختتم بيانه بشعار: “ما لا يأتي بالنضال يأتي بمزيد من النضال“، مؤكدًا التزامه بالدفاع عن حقوق الصحافيين وتعزيز مكانتهم كشريك أساسي في التنمية المحلية.
تضامن “GIL24”: تحديات القطاع الصحفي بالأقاليم الجنوبية
تأتي هذه التحركات في سياق تحديات كبيرة تواجه القطاع الصحفي بالأقاليم الجنوبية، حيث تعاني المقاولات الصحفية من نقص التمويل، ضعف البنية التحتية، ومحدودية الوصول إلى الأسواق الإعلانية. وتشير تقارير محلية إلى أن أكثر من 60% من المقاولات الصحفية الصغرى في جهة كلميم وادنون تواجه صعوبات مالية تهدد استمراريتها.
كما أن غياب استراتيجية واضحة للتسويق الترابي يفاقم من هذه الأزمة، حيث تُمنح العديد من العقود الإعلامية لشركات خارجية، مما يحرم المؤسسات المحلية من فرص التنمية.
وفي سياق متصل، أطلقت وكالة بيت مال القدس الشريف، بالتعاون مع الاتحاد، مبادرة لتكوين الصحافيين الشباب في الأقاليم الجنوبية، بهدف تعزيز مهاراتهم في الإعلام الرقمي وتغطية القضايا التنموية.
كما أعلنت غرفة التجارة والصناعة بكلميم عن خطة لدعم الإعلام المحلي من خلال تخصيص ميزانية للإعلانات التجارية خلال النصف الثاني من 2025.
خاتمة: دعوة لشراكة حقيقية
يعكس هذا اللقاء والبيان الصادر عن الاتحاد إرادة قوية لإعادة هيكلة القطاع الصحفي بالأقاليم الجنوبية، من خلال تعزيز الشراكات مع المؤسسات العمومية والخاصة، وتصحيح الاختلالات الهيكلية التي تعيق تنمية الإعلام المحلي.
بمناسبة الاحتفال بعيد العمال، يجدد الاتحاد التزامه بالنضال من أجل كرامة الصحافيين وحقوقهم، داعيًا إلى تضافر الجهود لجعل الإعلام شريكًا فاعلاً في مسار التنمية الشاملة بالأقاليم الجنوبية.