ابعاد القصة: سقوط المستشار الألماني أولاف شولتز… ماذا يحدث في ألمانيا؟

يبدو أن الخريطة الجيوسياسية تغير بوصلتها في المانيا، لأن سحب الثقة من المستشار الألماني أولاف شولتز قد يشكل حدثا مهما ومن الممكن أن يأدي الى تغيير في مجرى الحروب التي تدور رحاها حاليا سواء في اوكرانيا او في سوريا او في غزة.
اولا منصب مستشار ألمانيا أو المستشار الاتحادي هو رئيس الحكومة في ألمانيا الاتحادية “يعادل منصب رئيس الوزراء” ويتولى هذا المنصب المستشار أولاف شولتس منذ 8 ديسمبر 2021 خلفا لـلمستشارة أنجيلا ميركل،التي تقلدت المنصب لمدة 16 عاماً…
للاشارة المستشار أولاف شولتس يرأس ائتلافا حاكما يتكون من “ألوان إشارة المرور الثلاث” وهم الاشتراكييين والليبرالين الديمقراطيين وتحالف الخضر …
لكن لحظة جلسة التصويت على سحب الثقة من شولتس، ظهر فجأة خلاف بين شولتس ( زعيم الحزب الاشتراكي) ووزير ماليته كريستيان ليندنر (زعيم الليبراليين) معتبرا ذلك عائقا للتقدم.
وزير المالية ليندنر عبر عن رغبته في مزيد من الحرية المالية ممّا تسمح به الميزانية. والسبب الأساسي الرغبة في تزويد دعم اوكرانيا… لكنه لم يتطرق الى كمية السلاح التي وردها لإسرائيل…
نذكر أن المستشار الألماني سبق له ان طلب من من نتـ.ـن-ياهو وقف إطلاق النار في غزة بتاريخ 11/8/2024 ، لكن هو نفسه يوم 16/10/2024 وافق على صادرات أسلحة لإسرائيل بقيمة أكثر من ضعف قيمة الصادرات خلال 7 أشهر ونصف من بداية العام الحالي. مما أثر بشكل كبير على الاقتصاد الالماني.
هل نفهم من خلال هذه المعطيات ان الصفقة هي التخلي عن اوكرانيا مقابل غض الطرف عن غزة وسوريا، وبهذا يكون يتم البحث عن مستشار آخر يتلاءم مع التحولات على خلاف أولاف شولتس الذي اصبح مستهلكا ومنتهي الصلاحية.؟؟؟
طبعا العالم الحالي من منه المانيا تتخوف من فتح حرب مع روسيا على ايد شولتس لان بوتن معروف انه لا يهدد بل يرد بتحركات عسكرية حقيقية، والجميع يتذكر كيف كان رده على دعم المانيا لاوكرانيا بالسلاح المتنوع، حيث عدل عقيدة الردع النووي الروسي، وامر ببدء عمليات تدريب القوات البحرية الروسية على ضرب عمق اوروبا بالنووي…
كما نذكر ان بوتين و بعد ما قامت اوكرانيا بمهاجمة موسكو بصواريخ المانية، قام باستخدام سلاح غير متوقع هزت اوروبا بالكامل حينما اطلق صاروخ “أر أس 26” البالستي العابر للقارات لأول مرة على المجمع الصناعي العسكري في أوكرانيا – دينترو- مع العلم ان هذا المصنع كان يضم مخازن الاسلحة التي حصل عليها الاوكرانيون من ألمانيا تحديدا.
فيما يخص سوريا نذكر كذلك ان أولاف شولتس قالها صريحة” لا ارغب في اعادة الاجئين السوريين المندمجين جيداً في المجتمع الالماني” ، مذكرا انهم مفيدين للاقتصاد الالماني وسوق العمل وهو الأمر الذي يرفضه المحافظون واليمين المتـ.ـطرف.
نخلص مما سبق ان الرجل تسبب في فتح صراع مع روسيا، وما نتج عنها من تأثيرات اقتصادية بسبب التوريدات، من جهة، ومن جهة أخرى تسبب في مشكل سياسي داخلي بسبب موقفه من المهاجرين السوريين.
والنتيجة انه بعد سحب الثقة من الحكومة سيتم حل البرلمان، واجراء انتخابات تشريعية مبكرة في فبراير 2025.
هل نحن بصدد تغييرات اخرى في حكومات أخرى في العالم ؟ هل ستكون تلك التغييرات سبب في قلب مسار الحرب في اوكرانيا وفي غزة؟
ذلك ما وجب متابعته خلال الايام القادمة.