إلى أين يتجه التصعيد الكلامي بين الأرجنتين والشيلي

رشيد ماموني – بوينس آيريس -ومع/جيل24

اشتد التصعيد الكلامي بشكل واضح خلال الـ 48 ساعة الماضية بشأن النزاع الحدودي بين الأرجنتين والشيلي ، اللتين تتصارعان على منطقة 5000 كيلومتر مربع في المحيط الجنوبي.

وتتهم الدولتان بعضهما البعض بالرغبة في “الاستحواذ” على هذه المنطقة بشكل غير ملائم وبوجود ميول “توسعية” في المنطقة ذات الإمكانات المعدنية الكبيرة.

وكانت آخر فصول التصعيد الكلامي بين البلدين ،يوم الأربعاء عندما توجه وزير الخارجية الأرجنتيني فيليبي سولا إلى أعضاء مجلس الشيوخ لتجديد رفض مطالب الشيلي بجزء من الجرف القاري الذي تعتبره الأرجنتين ملكا لها.

وأعرب فيليبي سولا أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ عن رفضه القاطع للمرسوم الرئاسي الشيلي الذي يحدد الجرف القاري للبلد المجاور في منطقة تمتد على الجرف الأرجنتيني على مساحة من 5000 كيلومتر مربع إلى 3000 متر في العمق، في قاع البحر الجنوبي.

وحسب بلاغ لوزارة الخارجية الأرجنتينية، اعتبر سولا أن “التطلع الذي عبرت عنه الشيلي يتعارض بشكل غير لائق مع رسالة وروح معاهدة السلام والصداقة لسنة 1984 ، مما يدل على توجه توسعي ترفضه الأرجنتين”.

وهي المرة الأولى التي تثير فيها الأرجنتين “النزعة التوسعية” لجارتها، والتي تبحث عن “الاستحواذ بشكل غير ملائم ” حسب العبارات التي استخدمها الوزير ، على جزء من الجرف القاري للأرجنتين.

وذكر سولا “ما هو على المحك هو 5000 كيلومتر مربع من الجرف، والأرجنتين من دون اعتراض ، و 25000 كيلومتر مربع من قاع البحار وباطن الأرض التي تشكل جزء ا من تراث البشرية وأن الشيلي ، بهذا المرسوم الذي جاء بشكل مفاجئ ،تريد الاستحواذ “.

وبعد الاستماع إلى حجج الحكومة، يستعد أعضاء مجلس الشيوخ الأرجنتينيون لاعتماد “إعلان بالإجماع” يعلنون فيه رفضهم للمرسوم الرئاسي الشيلي.

وجاء عرض الوزير أمام مجلس الشيوخ بعد المزايدات في الصحافة الأرجنتينية ، والتي تحدثت عن أن المعارضة اليمينية قد نأت بنفسها عن الحكومة في النزاع المعلن مع الشيلي.

وفي الجانب الآخر لسلسلة جبال الأنديز، التي تعد بمثابة الحدود الطبيعية بين البلدين ، فإن اللهجة غير مهادنة تماما.

وصادق مجلس الشيوخ الشيلى يوم الاربعاء بالاجماع على اقتراح لدعم الاجراءات التى اتخذتها السلطة التنفيذية “لفرض حقوق” الشيلي وترسيم الحدود البحرية بين البلدين.

ويأتي هذا الدعم بمثابة تجاوب مع تصريحات الرئيس سيباستيان بينيرا ، الذي أكد أن الشيلي “تمارس حقوقها السيادية” في حدود جرفها القاري.

وقال الرئيس الشيلي “ما نقوم به كحكومة هو مسلسل استمرار للسياسة الخارجية” التي تهدف إلى تحديد الجرف القاري غرب شبه جزيرة أنتاركتيكا ، قبل إخبار الأمم المتحدة.

وكان وزير خارجيتها ، أندريس ألاماند ، أكثر حزما عندما أكد أن “لا أحد يستحوذ إلا على ما يخصه” ، في رد على الاتهام الأرجنتيني بالرغبة في “الاستحواذ” على هذه المنطقة.

وعلى الرغم من التصعيد الكلامي بين البلدين ، يواصل المسؤولون من الجانبين الترافع لفائدة الحوار لحل النزاع من خلال معاهدة السلام والصداقة التي تحكم العلاقات الثنائية منذ سنة 1984.

وهذا النزاع على منطقة صغيرة من الجرف القاري يعد الأخير ضمن سلسلة النزاعات الإقليمية بين البلدين.

وفي ستينيات القرن الماضي ، وضعت الحادثة المعروفة باسم بحيرة الصحراء الجنود الشيليين في مواجهة أعضاء الدرك الأرجنتيني في جو من الحرب.

وفي سنوات السبعينيات ، كان البلدان مرة أخرى على وشك الدخول في حرب بسبب نزاع على الجزر بالقرب من قناة بيغل. وخف التوتر بعد تدخل البابا الراحل يوحنا بولس الثاني.

وفي التسعينيات، نشأ خلاف آخر بسبب نزاع حول الحقول الجليدية الضخمة في جنوب باتاغونيا ، وهي أكبر حقول الجليد غير القطبية التي يمكن الوصول إليها عن طريق البر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى