إبراهيم عيسى: من صوت المعارضة إلى رمز الجدل التنويري، ما القصة؟

قصة التحول المزعوم للصحفي المصري إبراهيم عيسى تتعلق بالتغيرات الملحوظة في مواقفه السياسية والفكرية على مر السنوات، والتي أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط المصرية والعربية. إبراهيم عيسى، المولود عام 1965، صحفي وإعلامي وروائي مصري معروف بجرأته في طرح القضايا السياسية والاجتماعية، وقد شهد مساره المهني والفكري تحولات جذرية جعلته محط نقاش وانتقاد. فيما يلي نظرة شاملة على هذا التحول بناءً على المعلومات المتاحة:البدايات: صحفي معارض ومناصر للحرية

  • النشأة المهنية: بدأ إبراهيم عيسى مسيرته الصحفية في مجلة روز اليوسف أثناء دراسته بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، حيث برز كصحفي شاب يتناول قضايا حساسة بأسلوب جريء وساخر. في عام 1995، شارك في تأسيس جريدة الدستور الأسبوعية، التي أصبحت منصة لنقد السلطة والدفاع عن الحريات، معتمدة على لغة شعبية وجذابة.
  • معارضة نظام مبارك: خلال فترة حكم الرئيس حسني مبارك، اشتهر عيسى بانتقاده اللاذع للنظام، مما أدى إلى مواجهته لعدة قضايا قانونية، بما في ذلك اتهامات بنشر أخبار كاذبة عن صحة مبارك، وحُكم عليه بالسجن أكثر من مرة، لكن الرئيس مبارك أصدر عفواً رئاسياً عنه في 2008. خلال هذه الفترة، كان عيسى يُنظر إليه كمدافع عن الديمقراطية والحرية، وحظي بدعم واسع من اليساريين والإسلاميين، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين.
  • ثورة 25 يناير 2011: بعد الثورة، استغل عيسى المناخ السياسي الجديد ليصبح صوتاً بارزاً في الإعلام، حيث قدم برنامج “صالون إبراهيم عيسى” على قناة الجزيرة مباشر مصر، معبراً عن أفكار ديمقراطية وليبرالية.

التحول: من المعارضة إلى التنوير المثير للجدل

  • تغيير المواقف السياسية: بعد ثورة 2011، بدأت تظهر تحولات في مواقف عيسى. في البداية، دعم الإخوان المسلمين وحزب الله وحماس، وكتب مقالات تمجيد لهم في جريدة الدستور. لكنه لاحقاً أصبح من أشد المناهضين للإخوان والتيارات الإسلامية، مهاجماً إياهم بضراوة في برامجه وكتاباته. هذا التغيير أثار اتهامات له بالانقلاب على مبادئه السابقة.
  • النضال التنويري: بحلول منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بدأ عيسى يركز على قضايا دينية وثقافية، مهاجماً رجال الدين ومؤسساتهم، ومروجاً لأفكار علمانية وتنويرية. أبرز هذه القضايا كانت تصريحاته المثيرة للجدل عام 2022، حيث وصف قصة الإسراء والمعراج بأنها “وهمية”، معتبراً أن المسلم في العصر الحديث لا يحتاج إلى رجال دين. هذه التصريحات أثارت غضباً شعبياً واسعاً، وأدت إلى تحقيقات من النائب العام المصري بناءً على بلاغات ضده.
  • العلاقة مع النظام الحالي: في السنوات الأخيرة، اتُهم عيسى بأنه أصبح مؤيداً للنظام المصري الحالي بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، خاصة بعد هجومه المستمر على المعارضة والإخوان. ومع ذلك، في يوليو 2025، ظهرت تقارير تشير إلى أن عيسى عاد لانتقاد سياسات السيسي، مما أثار جدلاً حول ما إذا كان هذا تحولاً جديداً أم محاولة لاستعادة صورته كمعارض.

أسباب التحول المزعوم

  • الظروف الاقتصادية والمهنية: يشير البعض إلى أن عيسى واجه صعوبات مادية في فترات معينة، مما دفعه للبحث عن مصادر دخل جديدة، مثل إلقاء محاضرات في الولايات المتحدة والعمل مع قنوات مثل الحرة الأمريكية. بعد توقف تمويل قناة الحرة عام 2025، عاد عيسى للظهور بمواقف معارضة، مما يوحي بأن التحولات قد تكون مرتبطة بظروف مهنية.
  • التأثير الفكري والسياسي: يرى البعض أن عيسى تحول من معارض سياسي إلى “منوّر زائف” يركز على قضايا دينية مثيرة للجدل للحفاظ على حضوره الإعلامي. هذا التحول قد يكون نتيجة شعوره بانسداد الطريق أمام الكتابة السياسية في ظل القيود على الإعلام.
  • العلمانية والجدل الديني: تبني عيسى للتيار العلماني وميله لمناقشة قضايا دينية، مثل التشكيك في بعض الروايات الدينية، جعله هدفاً لاتهامات بـ”الإلحاد” أو “الترويج للتشيع”، رغم تأكيده على أنه مسلم يتبع نهجاً علمانياً.

الأعمال الفنية والجدل

  • عيسى لم يكتفِ بالصحافة، بل دخل عالم الأدب والسينما. ألف روايات مثل “مقتل الرجل الكبير” و”أشباح وطنية”، لكنها لم تحقق نجاحاً أدبياً كبيراً، وصودرت إحداها. كما كتب قصة فيلم “الملحد”، الذي أُلغي عرضه بسبب الجدل حول آرائه الدينية، مما زاد من التوتر حوله.
  • فيلم “الضيف” (2018) عكس توجهاته الفكرية من خلال مناقشة الصراع بين العلمانية والتدين، مما عزز صورته كشخصية مثيرة للجدل.

الانتقادات والتقييم

  • مؤيدوه: يرون في عيسى صحفياً شجاعاً يتحدى السلطة والتيارات الدينية المتشددة، ويعتبرونه رمزاً للتنوير والحداثة.
  • منتقدوه: يتهمونه بالانتهازية والتناقض، مشيرين إلى أنه “يغير مواقفه حسب المصلحة”، ويعتبرونه أداة للنظام أحياناً وللترويج لأفكار مثيرة للجدل أحياناً أخرى.
  • الجدل حول ديانته: رغم تأكيد مصادر أن عيسى مسلم يتبع التيار العلماني، إلا أن تصريحاته عن الإسلام أثارت شكوكاً حول ميوله، مع اتهامات لم يرد عليها مباشرة بأنه يميل للتشيع أو الإلحاد.

تحول إبراهيم عيسى ليس حدثاً مفاجئاً بقدر ما هو تطور تدريجي في مسيرته، متأثراً بالسياق السياسي والاقتصادي والاجتماعي في مصر. بدأ كصحفي معارض يدافع عن الحرية، ثم تحول إلى شخصية إعلامية تركز على القضايا الدينية والتنويرية، مما جعله عرضة للانتقادات بسبب تناقضاته الظاهرة. مواقفه الأخيرة في 2025، التي بدت معارضة للنظام مجدداً، تثير تساؤلات حول ما إذا كانت محاولة لاستعادة مكانته كمعارض أم مجرد استمرار لمسار مثير للجدل.إذا كنت بحاجة إلى تفاصيل إضافية عن جانب معين من حياته أو مواقفه، يرجى تحديد ذلك!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!