أنقذوا الأمانة العامة … أنقذوا نزار بركة

سعد كمال

أطلق الاستقلاليون حملة تبدو أشبه بحملات “التضامن” مع نزار بركة، يطالبون فيها بـ “تحريره” ، وكأنه واقع في الأسر، و قد تدفع بياناتهم إلى تخليصه، مما يقع له، من سلب للإرادة إلى درجة أصبح فيها لا يهش ولا ينش، واستسلم لكل تلك التعديلات التي يريد أن يفرضها تيار في الحزب، يقوده حمدي ولد رشيد.

و يرى الاستقلاليون، الذين يرغبون في أن تنتقل “الأمانة العامة” بالوراثة، أن نزار بركة يفرط في العقد الذي يضمن هذه الاستمرارية، التي ورثها عن جده علال الفاسي وانتقلت إلى صهره عباس الفاسي، قبل أن يسطو عليها حميد شباط  الذي حرم خاله عبد الواحد الفاسي من بلوغ المنصب، في مؤتمر الصحون، ولكن عندما عادت إلى نسل علال الفاسي، ظهر أن نزار، عاجز عن إحاطة مؤسسة “الأمانة العامة” بما يلزم من “الوقار”.

فشرع يسمح في اختصاصاته في الحزب من خلال الرضوخ أو على الأقل قبول تلك التعديلات التي ستبعد كل من يتسلل لأجهزة الحزب، وهم كثيرون، بالصفة لا بالانتخاب، وهو ما يصعّب مأمورية استبعادهم إلا بهذا الحل السحري، الذي ابتدعته اللجنة التنفيذية في تلك الخلوة، بحضور ومباركة نزار بركة نفسه.

يحدث هذا في وقت يلوذ فيه نزار بركة بالصمت، ليس في الحزب فقط، ولكن في الأغلبية الحكومية أيضا، إلى درجة أن عبد اللطيف وهبي، بات يجد نفسه مكسور الجناح، كلما أراد أن “يرفرف” في وجه رئيس الحكومة عزيز أخنوش، الذي استبعد الأمينين العامين معا من “الاتفاق الاجتماعي”، ومن الإطلاع على تفاصيله، قبل التوقيع عليه.

و لا تعكس هذه الحملة إلا النزر القليل من التضامن، الذي يروج له، لأن أغلب الاستقلاليين لم يعودوا راضين على أداء نزار، وحتى أقرب المقربين إليه، يئسوا من “سلبيته” إزاء الحزب ومناضليه، بل إن الذين حملوه على الأكتاف في المؤتمر الأخير، و حموه من الصحون، لم يلتف لهم أو يجد لهم مقعدا على موائد الحكومة، التي تملأ من بطونها أحزاب الأغلبية.

ولعل نزار بركة يفتقر إلى “الثقافة الاستقلالية” الحقيقية، التي تقوم على “الوحدة والتعادلية”، فلا صفوف الحزب غذت موحدة، و لا مواقفه تقبض على العصا من الوسط.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى