أفتاتي يهاجم ‘كرنفال أخنوش’ في الداخلة: تشويش أم أجندة مريبة؟
القيادي العدلاني يتساءل عن "الجهة المحركة" للحدث ويربطه بـ"السلطوية والافتراس"... ويحذر من خطاب "مافيا العائلات" في الصحراء

السياق السياسي والحساسية الإقليمية
في ظلّ الأجواء المشحونة سياسيًّا حول ملف الصحراء، وتصاعد الخطاب بين الأغلبية الحكومية والمعارضة، أطلق عبد العزيز أفتاتي، القيادي البارز في حزب العدالة والتنمية، انتقادات لاذعة ضد ما وصفه بـ“كرنفال الكمبرادور” الذي نظمه رئيس الحكومة عزيز أخنوش في مدينة الداخلة، معتبرًا إياه “تشويشًا مُمنهجًا” على نموذج الحكم الذاتي الذي تروج له المغرب لحل النزاع الإقليمي.
الانتقادات: بين “السلطوية” و”تشويش الأجندة”
في تصريح حصري لموقع pjd.ma، هاجم أفتاتي الحدث بـلهجة شديدة، واصفًا إياه بـ“أداة السلطوية والافتراس”، ومتسائلاً عن “الجهة التي تحركه في ظرفية بالغة الحساسية”، في إشارة إلى التوقيت الذي يتزامن مع تصاعد النقاش الدولي حول الصحراء. وأضاف:
“مدينة الداخلة وأخواتها في حاجة لخطاب الوحدة الوطنية، وليس لخطاب مافيا العائلات الذي يُرسل رسالة سلبية لأبناء الصحراء ومخيمات تندوف”.
كما اتهم أفتاتي أخنوش بـ“شفط خطاب العدالة والتنمية”، مشبّهًا إياه بـ”شفط الثروات” مثل المحروقات والغاز والفلاحة، في هجوم واضح على سياسات الحكومة التي يراها “خادمة للمصالح الكارتيلية والعائلية”.
إشكالية الخطاب: من يسرق مصطلحات من؟
وردًا على استخدام أخنوش لمصطلح “التشويش” في حق المعارضة، كشف أفتاتي أن المصطلح أصله من خطاب حزب “المصباح” (إشارة إلى العدالة والتنمية)، متهمًا رئيس الحكومة بـ“الاستيلاء على المفاهيم” كما استولى – بحسب تعبيره – على “القطاعات الاستراتيجية للبلاد”.
تحليل: صراع النخب وخلفيات الصحراء
الهُجوم العدلاني يأتي في سياق متشعب:
- الصراع السياسي الداخلي: تصاعد الخلاف بين العدالة والتنمية والأغلبية حول شرعية تمثيل الصحراء، خاصة بعد اتهامات للحزب بـ”التواطؤ” مع أطروحات معارضة للنموذج المغربي.
- الحساسية الإقليمية: الداخلة تُعدّ رمزًا للسيادة المغربية، وأي حدث فيها يُقرأ بمنظور سياسي، خاصة مع تصريحات البوليساريو الأخيرة.
- الخطاب الاقتصادي: اتهام العدالة والتنمية للنخب الحاكمة بـ”نهب الثروات” يُعيد إحياء خطابهم القديم حول “العدالة الاجتماعية”.
تساؤلات مفتوحة
هل يُعتبر حدث الداخلة مجرد “فعالية تنموية” كما تروج الحكومة، أم أنه – كما يرى العدلانيون – جزء من “تشويش متعمد”؟ ومن يقف خلف هذا “الكرنفال” في ظلّ التوقيت الحساس؟ الأسئلة تبقى معلقة في غياب ردود فعل رسمية من الطرف الآخر.
المشهد يُظهر أن معركة الصحراء لم تعد فقط على الأرض، بل أيضًا في ساحة الخطاب والرموز، حيث يحاول كل طرف فرض سرديته وسط اتهامات متبادلة بـ”تشويش” الحقائق أو “اختطاف” الأولويات.