أسبوع بيئي حافل في الجهة الشرقية: جهود مشتركة للحفاظ على التنوع البيولوجي وتدبير الموارد المائية

في إطار الاحتفال باليوم العالمي للأرض، وتحت مظلة مشروع “من أجل تدبير مستدام للموارد المائية والمحافظة على التنوع البيولوجي للموقع البيولوجي لمصب ملوية وساحله”، الممول من سفارة فرنسا بالمغرب، نظم فضاء التضامن والتعاون بالجهة الشرقية بالتعاون مع شركائه مجموعة من الأنشطة البيئية والتربوية خلال الفترة الممتدة من 30 أبريل إلى 3 ماي 2025. هذه الأنشطة، التي استهدفت تعزيز الوعي البيئي وحماية الموارد الطبيعية، أكدت على أهمية التعاون المجتمعي لمواجهة التحديات البيئية الملحة، مثل التلوث، الحرائق، واستنزاف الموارد المائية.

يوم الأربعاء 30 أبريل: غرس الأشجار وتوعية التلاميذ

استهل الأسبوع البيئي بلقاء تربوي وبيئي في المنتزه الترفيهي لغابة سيدي معافة، استفاد منه 60 تلميذًا وتلميذة من مدرستي بيت العلم والرميساء. شارك في هذا النشاط، الذي جمع بين التوعية والترفيه، فاعلون جمعويون، مواطنون مغاربة مقيمون بمدينة مونتبوليي بفرنسا، وممثلون عن إدارة المياه والغابات. ركزت الأنشطة على تسليط الضوء على دور الأشجار في الحفاظ على التوازن البيئي، وأهمية حماية الغابات من التلوث والحرائق. قام التلاميذ بغرس شجيرات صغيرة وسقيها، في خطوة رمزية تهدف إلى تعزيز ارتباط الأجيال الشابة بالبيئة. كما ساهمت مشاركة جمعيات مثل التجمع البيئي لشمال المغرب، أصدقاء البيئة بوجدة، وأصدقاء غابة سيدي معافة في إثراء النقاشات حول التحديات البيئية المحلية.

الخميس 1 ماي: حملة نظافة وتوعية بمصب ملوية

في اليوم الثاني، نظم فضاء التضامن والتعاون، بالتعاون مع المجلس الجماعي لرأس الماء، حملة تحسيسية ونظافة في المنطقة الرطبة لمصب ملوية، وهي موقع بيولوجي يُعدّ من أهم النظم الإيكولوجية في المغرب بفضل تنوعه البيولوجي الفريد. شارك في هذا النشاط أكثر من 100 متطوع، بما في ذلك تلاميذ الثانوية التأهيلية حمدون شوراق، طلبة الماستر، وأساتذة من جامعة محمد الأول بوجدة. قدم الدكتور عبد القادر اليعقوبي، الأستاذ محمد أمين بركاوي، والدكتور محمد بنعطا مداخلات قيمة حول أهمية الحفاظ على المناطق الرطبة من التلوث البيئي، مشيرين إلى أن مصب ملوية يستضيف أكثر من 200 نوع من الطيور المهاجرة ويُعتبر موطنًا لأنواع نباتية وحيوانية نادرة. كما أكد المشاركون على ضرورة حماية هذا الموقع من التلوث الناتج عن الأنشطة البشرية، مثل النفايات البلاستيكية والصرف الصحي، التي تهدد استدامة هذا النظام الإيكولوجي.

الجمعة 2 ماي: ورشة تكوينية لتعزيز الوعي البيئي

واصل فضاء التضامن والتعاون جهوده بتنظيم ورشة تكوينية لـ60 تلميذًا من الثانوية التأهيلية حمدون شوراق برأس الماء، ركزت على أهمية التنوع البيولوجي وتدبير الموارد المائية بمصب ملوية. افتتح النشاط بكلمات ترحيبية من مدير المؤسسة السيد محمد مصلوح ومدير الثانوية السيد حمزة وعزيز، تلتها عروض علمية قدمها خبراء مثل الدكتور اليعقوبي، الأستاذة ميلودة بوياغ، والأستاذ محمد هنوش. تناولت العروض أهمية الحفاظ على الموارد المائية في ظل التحديات المناخية، مثل الجفاف الذي يهدد المناطق الرطبة في المغرب، حيث أظهرت دراسات حديثة انخفاضًا بنسبة 30% في تدفقات المياه في مصب ملوية خلال العقد الأخير. كما تم التأكيد على دور الشباب في تبني ممارسات مستدامة لحماية البيئة.

الأحد 3 ماي: جولة بيئية في منتزه بني زناسن

اختتم الأسبوع البيئي بجولة في الموقع البيولوجي للمنتزه الوطني ببني زناسن، نظمت لفائدة مجموعة من المواطنين المغاربة المقيمين بمونتبوليي. هدفت الجولة إلى تعريف المشاركين بالتنوع البيولوجي الغني لهذا المنتزه، الذي يضم أنواعًا نادرة من النباتات والحيوانات، وتعزيز الوعي بأهمية حماية هذه المواقع الطبيعية. كما شكلت الجولة فرصة لتبادل الخبرات بين المغاربة المقيمين بالخارج والفاعلين المحليين، مما يعزز التعاون الدولي في مجال الحفاظ على البيئة.

ختاما

شكل هذا الأسبوع البيئي نموذجًا ناجحًا للتعاون بين الجمعيات المدنية، المؤسسات التعليمية، والسلطات المحلية في الجهة الشرقية، مدعومًا بالشراكة مع سفارة فرنسا. الأنشطة التي تم تنظيمها، من غرس الأشجار إلى حملات النظافة والتكوين، أكدت على أهمية إشراك الشباب والمجتمع المحلي في حماية الموارد الطبيعية.

في ظل التحديات البيئية المتزايدة، مثل التغيرات المناخية ونقص الموارد المائية، تظل مثل هذه المبادرات خطوة أمل نحو تحقيق تنمية مستدامة والحفاظ على التراث البيئي الغني للمغرب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى