تقرير: كيف علق الغرب على اعتقال مؤسس “تلغرام”؟
هل أصبح مصطلح "حرية التعبير" من بقايا التاريخ الحديث في الغرب؟
سلطت وسائل الإعلام الغربية في تقاريرها الضوء على خبر اعتقال مؤسس “تلغرام” بافيل دوروف في فرنسا، بزعم تورطه في عدد من الجرائم منها الاتجار بالمخدرات والجرائم ضد الأطفال والاحتيال.
وأفادت وسائل إعلام فرنسية في وقت سابق أن دوروف اعتقل في مطار لوبورجيه بباريس مساء السبت، مشيرة إلى أن دوروف، الذي يحمل الجنسية الفرنسية، كان على قائمة الأشخاص المطلوبين لفرنسا، وقد تم وضعه في الحجز المؤقت.
ووفقا لوسائل إعلام فرنسية، فإن القضاء الفرنسي يرى أن هناك أسبابا من بينها رفض “تلغرام” التعاون مع سلطات البلاد، تجعل دوروف متورطا في عدد من الجرائم منها الاتجار بالمخدرات والجرائم ضد الأطفال والاحتيال.
وطالبت السفارة الروسية في باريس السلطات الفرنسية بضمان حماية حقوق دوروف وتوضيح سبب احتجازه.
وقالت الخارجية الروسية أن موسكو تترقب رد فعل المنظمات الدولية على احتجاز دوروف في فرنسا.
واهتمت معظم وسائل الإعلام الغربية بعلاقة رؤساء المنصات الإعلامية بالمحتوى الذي ينشره مستخدمو هذه الوسائل وبالجدل العالمي حول الحق في حرية التعبير. وفيما يلي نستعرض بعض أبرز ما كتب عن اعتقال دوروف.
- شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية
قالت إن الاعتقال يتعلق بإسكات المعارضة والتحكم في المعلومات. إنهم يريدون تحويل الإنترنت إلى مجسات أخرى لآلة الدعاية الخاصة بهم. نرى كيف يتم الاعتداء على حرية التعبير أمام أعيننا. - صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية
ذكرت بتصريح لدوروف قال فيه إنه شعر بضغوط من الحكومة الأمريكية لمنح سلطات إنفاذ القانون إمكانية الوصول إلى بيانات “تلغرام” المشفرة.
وقال دوروف: “إننا نجذب الكثير من الاهتمام… في كل مرة نأتي فيها إلى الولايات المتحدة”. - شبكة CNN الأمريكية
لفتت إلى أن اعتقال دوروف يثير تساؤلات حول ما إذا كان ينبغي أن يكون رؤساء التكنولوجيا مسؤولين عن المحتوى الموجود على منصاتهم، مشيرة إلى أن المنظمين في الاتحاد الأوروبي كثفوا التدقيق على عمالقة التكنولوجيا واستندوا إلى سلسلة من القوانين الجديدة المصممة لكبح جماحهم. - صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية
قالت إنها خطوة مفاجئة أدت إلى تصعيد الجدل العالمي حول حرية التعبير وإثارة التوترات مع موسكو، مشيرة إلى أن السلطات الفرنسية تحقق فيما إذا كانت إخفاقات “تلغرام” قد ساعدت في تسهيل الأنشطة غير القانونية بما في ذلك الإرهاب وتجارة المخدرات وغسل الأموال والاحتيال واستغلال الأطفال. - صحيفة “الغارديان” البريطانية
أشارت إلى أن دوروف متهم بالفشل في اتخاذ إجراءات للحد من الاستخدام الإجرامي لمنصته وتم إيقافه بعد وصوله إلى باريس قادما من باكو على متن طائرته الخاصة مساء السبت.
وقال أحد المحققين، الذي أعرب عن دهشته من سفر دوروف إلى باريس وهو يعلم أنه رجل مطلوب: “كفانا من الإفلات من العقاب في تلغرام”. - موقع “أكسيوس” الأمريكي:
لفت إلى أن الاعتقال مرتبط بسياسات “تلغرام” الأكثر مرونة للإشراف على المحتوى، وعدم رغبة الشركة في التعاون مع سلطات إنفاذ القانون، مبينا أن الاعتقال أثار تساؤلات حول مخاطر المسؤولية التي يواجهها المسؤولون التنفيذيون في وسائل التواصل الاجتماعي بشأن المحتوى الذي يشاركه المستخدمون على منصاتهم.
ماسك يشير إلى استسلام زوكربيرغ وتعاونه مع السلطات
ماسك في تعليقه على اعتقال دوروف يشير إلى استسلام زوكربيرغ وتعاونه مع السلطات. حيث قال لن يتم أبدا احتجاز رئيس شركة ميتا مارك زوكربيرغ، وذلك على عكس مؤسس تيلغرام بافل دوروف، لأن الأول يتعاون مع سلطات الدول الأخرى ويفرض رقابة على المحتوى في منصته.
أفاد بذلك رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك، وكتب على منصة التواصل الاجتماعي X (تويتر سابقا): “لن يقوم أي أحد باحتجاز زوك (اسم الدلع من زوكربيرغ)، لأنه يفرض رقابة على حرية التعبير ويمنح سلطات الدول الأخرى إمكانية الوصول إلى البيانات من خلال الباب الخلفي”.
ويرى ماسك، أن منافسه الرئيسي زوكربيرغ “استسلم لضغوط الرقابة” في مختلف الدول.
وأشار ماسك إلى أن تطبيق إنستغرام (المملوك لشركة ميتا) يواجه “مشكلة واسعة النطاق فيما يتعلق باستغلال الأطفال”.
“إذلال لفرنسا والعالم”.. سنودن يعلق على اعتقال باريس لدوروف
في حين وصف إدوارد سنودن، الموظف السابق بوكالة الأمن القومي الأمريكية، اعتقال مؤسس “تلغرام” بافل دوروف في فرنسا بأنه انتهاك لحقوق الإنسان الأساسية و”مذلة لفرنسا والعالم”.
وكتب سنودن عبر منصة “إكس”: اعتقال دوروف يعتبر تعديا على حقوق الإنسان الأساسية في التعبير وتكوين الجمعيات. أنا مندهش وأشعر بحزن عميق لحقيقة أن (الرئيس الفرنسي إيمانويل) ماكرون انحدر إلى مستوى أخذ الرهائن كوسيلة للوصول إلى الاتصالات الخاصة. هذا لا يذل فرنسا فحسب، بل والعالم أيضا.”
وأفادت وسائل إعلام فرنسية في وقت سابق أن دوروف اعتقل في مطار لوبورجيه بباريس مساء السبت، مشيرة إلى أن دوروف، الذي يحمل الجنسية الفرنسية، كان على قائمة الأشخاص المطلوبين لفرنسا، وقد تم وضعه في الحجز المؤقت.
وفي عام 2013، فضح سنودن أساليب المراقبة الإلكترونية من قبل وكالات الاستخبارات الأمريكية والبريطانية، وتبادلها البيانات الشخصية لمواطني البلدين، ميبنا أن أجهزة المخابرات المذكورة متورطة في التنصت غير القانوني على محادثات قادة الدول الأجنبية.
وهربا من اضطهاد السلطات الأمريكية، أرسل طلبات لجوء إلى سلطات عدد من البلدان رفضت استقباله، حيث لجأ إلى الصين، قبل أن يصل إلى روسيا التي منحته الإقامة الدائمة والحصانة الأمنية عام 2014، وحصل على الجنسية الروسية عام 2022.
مؤسس موقع Rumble يغادر الاتحاد الأوروبي عقب اعتقال مؤسس “تلغرام”
أعلن مؤسس موقع الفيديوهات Rumble، كريس باولوفسكي، أنه غادر الاتحاد الأوروبي بشكل عاجل بعد أنباء اعتقال مؤسس “تلغرام” بافيل دوروف في فرنسا.
وكتب باولوفسكي في حسابه على منصة “إكس”: “لقد تأخرت قليلا في هذا البيان، لأن هناك سببا وجيها لذلك – لقد غادرت أوروبا للتو بأمان. وكانت فرنسا قد هددت بالفعل Rumble، والآن تجاوزوا الخط الأحمر من خلال اعتقال رئيس تلغرام بافل دوروف، حسبما ورد. لعدم تقييد حرية التعبير”.
كما أعلن مؤسس موقع الفيديوهات صراحة عن دعمه لبافل دوروف ومواصلة النضال من أجل حرية التعبير.
وقال: “لن تتسامح شركة Rumble مع مثل هذا السلوك وستستخدم جميع الوسائل القانونية المتاحة للنضال من أجل حرية التعبير وحقوق الإنسان. نحن نناضل حاليا في المحاكم الفرنسية ونأمل في الإفراج الفوري عن بافيل دوروف”.
نائب رئيس الوزراء الإيطالي لا يستبعد أن يكون ماسك التالي بعد دوروف
انتقد نائب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو سالفيني اعتقال مؤسس تطبيق “تلغرام” بافيل دوروف في فرنسا، ولم يستبعد أن يجد صاحب منصة “إكس” إيلون ماسك نفسه في وضع مماثل.
وكتب سالفيني على منصة “فيسبوك”: “قد وصلنا إلى الرقابة فعلا في أوروبا…من الذي سيتم إسكاته بعد ذلك؟ إيلون ماسك العظيم (والمزعج)؟”.
نائب أسترالي حول اعتقال دوروف: مصطلح “حرية التعبير” أصبح من بقايا التاريخ الحديث في الغرب
أكد أدريان ماكراي النائب الأسترالي والحليف العلني لمؤسس “ويكيليكس” جوليان أسانج أن اعتقال دوروف في فرنسا هو خطوة أخرى من قبل الغرب لإحكام السيطرة الكاملة على الكلمة والأفكار.
وأشار ماكراي إلى أن دوروف أنشأ منصة بها “ضوابط أمنية ذكية للغاية” وكان من الصعب على وكالات الاستخبارات الغربية الوصول إليها من الباب الخلفي.
وأضاف: “يعد اعتقال بافل تطورا مخيفا في نمط بائس وواضح على نحو متزايد، حيث تتحرك الحكومات الغربية ووكالات الاستخبارات بقوة نحو الرقابة والسيطرة الكاملة للدولة على الفكر والرأي، والأهم من ذلك، أن مصطلح “حرية التعبير” أصبح سريعا من بقايا التاريخ الحديث في الغرب””.
مرشح سابق للرئاسة الأمريكية: اليوم “تلغرام” وغدا “X”
علق المرشح السابق للرئاسة الأمريكية فيفيك راماسوامي على اعتقال مؤسس “تلغرام” بافل دوروف والمناقشات في وسائل الإعلام حول احتمال حجب التطبيق في الاتحاد الأوروبي.
وقال راماسوامي في منشور على منصة “إكس”: “اليوم “تلغرام” وغدا سيكون “إكس””.
ووصف الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون احتجاز دوروف في فرنسا، بأنه تحذير لجميع أصحاب المنصات الإلكترونية الذين لا يريدون إخفاء الحقيقة.