تحرير الملك العمومي بوجدة: الشجرة التي تخفي الغابة.
صور من الأرشيف.
كثر الحديث منذ سنوات عن تحرير الملك العمومي بمدينة وجدة.
وانصرت تدخلات بعض رجال السلطة ومعهم المصالح المختصة على ملاحقة أصحاب العربات المجرورة ومحتلي الساحات والفضاءات العمومية وخاصة وسط مدينة وجدة ( باب سيدي عبد الوهاب ).
وظلت تدخلات السلطات معزولة غير منتجة لنتائج إيجابية.
وكأن احتلال الملك العمومي منحصر فقط على هؤلاء الباعة المتجولين و أصحاب العربات المجرورة أو ذات العجلات الثلاثية.
والحقيقة أن احتلال الملك العمومي بمدينة وجدة يتجاوز ذلك بل فيه مظاهر وحالات يستولي فيها البعض على مساحات و عشرات الأمتار هي ملك عمومي وبعضه مرتبط بأداء واجبات شهرية لفائدة خزينة الجماعة و هو ما يمكن أن نسميه ” عدم استخلاص واجبات ” قد يتحول إلى جريمة تبديد أموال عمومية.
هكذا نجد عشرات المقاهي و المطاعم و المحلات التجارية التي تنتشر عبر ثراب المناطق الحضرية بوجدة، وهو احتلال غير مشروع يساهم في عرقلة السير والجولان و يفرض على المارة المرور عبر الطرقات عوض الأرصفة.
كما توجد هناك بعض المساكن والفيلات حولت الملك العمومي المحادي لمنازلها إلى حدائق دون موجب حق.هذا هو تحرير الملك العمومي الذي يندرج ضمن المهام المنوطة برجال السلطة.
لأن الاقتصار على الباعة المتجولين و محتلي الفضاءات و الساحات العمومية وأن كان مهما بالنظر للمخاطر التي ترتكبها هذه الفئة و المظاهر المشينة التي يتركها احتلالهم لها، فهذا لا يمكن له أن ينسينا الشجرة للتي تخفي الغابة.
خلاصة القول تحرير الملك العمومي لا يجب ان يقتصر على البسطاء وفقط.